وقال العلامة السفارينى فى كتابه لوامع الأنوار البهية : " والصواب الّذي عليه أهل الحق أن المهدى غير عيسى ، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليهالسلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوى وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عدّ من معتقداتهم ... فالإيمان بخروج المهدى واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون فى عقائد أهل السنة والجماعة" (١).
هكذا ورد فى نزول عيسى فى آخر الزمان عدة أحاديث صحيحة بلغت حد التواتر ؛ حيث سينزل عيسى ، عليهالسلام ، لقتل الدجال ولإحياء ما درس من شريعة الإسلام.
ومن هنا نفهم أن مسألة نزوله لا يعنى أبدا أنه سيأتى بشريعة جديدة ، بل سيعمل ويحكم بشريعة الإسلام ، ذلك أن رسالة محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، هى خاتمة الشرائع ، ونبوته هى النبوة الخاتمة ، ففى الحديث الّذي رواه البخارى ومسلم وغيرهما عن أبى هريرة ، رضى الله عنه ـ وأشرنا إليه ـ قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : " والّذي نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" [رواه البخارى ومسلم وأبو داود وابن ماجة وأحمد].
وعن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، يقول : " ولا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال : فينزل عيسى ابن مريم ، صلىاللهعليهوسلم ، فيقول أميرهم :
__________________
(١) محمد السفارينى : لوامع الأنوار البهية ، ج ٢ / ص ٨٠