ويقول أيضا : " كل رجل لا يتبعك ولا يدخل فى بيعتك ، ويبقى مخالفا لك ، هو عاص لله وللرسول ، وهو من أصحاب النار" (١).
هكذا خطط مرزا غلام أحمد لدعوى النبوة ، فبعد ادعائه المهدية ، وأنه المسيح الموعود ، بدأ يجهز نفسه لمرحلة جديدة وهى ادعاؤه النبوة ، فزعم أن باب النبوة لم يغلق كليّا ؛ لأنه لم يغلق باب نزول جبريل على شكل وحى ، وقال إن الدين الّذي ينقطع فيه سلسلة النبوة ليس بدين على الإطلاق ، وزعم أن هذا هو الفارق الكبير بين الإسلام والديانات الأخرى ، فالإسلام هو الدين الوحيد فى افتراءاته الّذي لم ينقطع من خلاله سلسلة النبوة ، وكان يذكر دائما : " مذهبنا أن الدين الّذي انقطعت فيه سلسلة النبوة ليس بدين حي. ونقول للأديان الأخرى إنها ليست حية لأجل أنه لم تبق فيها سلسلة النبوة ، مثل اليهودية والمسيحية والهندوكية ، فإذا كان حال الإسلام كذلك لا يكن هناك أى فرق بين الإسلام والديانات الأخرى" (٢).
ويعتبر غلام أحمد أن النبوة آخر درجات الترقى الإنسانى ، فالإنسان المحب لله ولرسوله يمكنه أن يصل إلى درجة الصالحين ، ثم يرتقى بعد ذلك إلى درجة الشهداء ، ومنها إلى درجة الصديقين ، فإذا تجاوز هذه الدرجة يمكنه أن يصل ـ فى زعمه ـ إلى درجة النبي ، ويسميها النبوة الظلية ، أى أن صاحبها ظل للنبى ، صلىاللهعليهوسلم.
يقول محمود ابن نبى القاديانية غلام أحمد فى كتاب حقيقة النبوة : " إن النبوة ليست شيئا مستقلّا بذاته ، بل الواقع هو أنها شيئا آخر درجة
__________________
(١) المرجع السابق ، ص ٤٣
(٢) محمود بن المرزا غلام أحمد : حقيقة النبوة ، ص ٢٧٢.