من درجات ترقى الإنسان ، فالإنسان يتدرج فى محبة الله من درجة إلى أخرى من درجة الصالحين إلى درجة الشهداء ، ومن درجة الشهداء إلى درجة الصديقين ، وعند ما يتجاوز هذه الدرجة الأخيرة يصبح حامل الأسرار الإلهية أى يكون نبيّا" (١).
وينفى غلام أحمد ختم النبوة فيقول : " إذا قال أحد أن النبوة انتهت فكيف يمكن أن يكون نبى من أتباع محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، فالجواب على ذلك هو أن الله ، عزوجل ، إنما سمى هذا العبد [المرزا غلام أحمد] نبيّا ؛ لأن كمال نبوة محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، لا يمكن أن يثبت دون كمال أمته ، ودون ذلك ليس إلا دعوى بغير دليل" (٢).
ويزداد غلو غلام أحمد فى مسألة عدم ختم النبوة ويقول : " إن الزعم القائم أن النبوة انتهت على رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، زعم باطل ، ولا يعدو كونه لغوا ، إن القرآن والأحاديث النبوية تعلن بطلان هذا الزعم ، والحقيقة أن فضل وشأن الأمة المحمدية يكمن فى أن يكون فيها أنبياء ورجال يخاطبون الله ، ويتكلمون معه ، كما يمكن أن يكون فيها الأولياء والشهداء والعلماء ؛ لكى تكون هذه الأمة فى الواقع خير أمة" (٣).
ويزعم هذا المفترى على الله تعالى أن الله عزوجل يكلمه وأنه سبحانه وتعالى يكشف له كثيرا من أمور الغيب ؛ ولهذا فهو فى افترائه يدّعى أنه نبى ؛ لأن الله يتكلم معه ويرد عليه فيقول : " إننى أزعم النبوة على أساس أننى شرف بمكالمة الله تعالى ، إن الله يتكلم معى بكثرة ويرد على
__________________
(١) محمود بن المرزا غلام أحمد : حقيقة النبوة ، ص ٢٧٢
(٢) محمود بن المرزا غلام أحمد : حقيقة الوحى ، ص ٢٧٤
(٣) مجلة أخبار الفضل ، العدد ٥٠ فى ٢٥ / ١٠ / ١٩٣١ م.