، ولما كان من تقاليد الشيعة أن الشخص الممتاز الّذي يكون واسطة بين المهدى الغائب وبين شيعته يسمى" الباب" فقد زين لعلى الشيرازى ادعاء هذا اللقب شخص ينتمى لهذه النحلة وهو البشروئى ، وكان أقرب الرجال إلى الباب حيث وجد فى الباب الطريق إلى المجد ، فما زال به حتى أقنعه أنه المهدى المنتظر الّذي ينتظره العالم ليملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت جورا" (١).
والبابية تحلة باطلة تنسب إلى الشيرازى الّذي سمى بالباب ثم أطلق على نفسه (النقطة) ، وتطور الأمر حتى أطلق على نفسه وزعم أنه خالق الحق.
والحقيقة أن الشيرازى بعد أن أقنع نفسه وأقنع من حوله بأنه الباب نجد الأثر الإسماعيلي فى فكره واضحا" فقد اقتنع بأنه الباب الّذي أشرقت منه على العالم الرغبة المعصومة التى للإمام المستور الّذي يعد المصدر الأعلى لكل حقيقة وهداية" ، وسرعان ما جال فى روعه أنه أكبر من أن يكون أداة لإمام الوقت الّذي يحيا ليعلم الناس ويهديهم رغم اختفائه عن الأنظار ، وقد رفع الله قدره على إمام الوقت اقتصادا فى مراحل التطور الروحى ، واختصارا لمراتب الهداية ، فاعتقد أنه المهدى الجديد إذ لا بد من ظهوره على وجه التحقيق حوالى نهاية الألف الأول من السنين بعد ظهور الإمام الثانى عشر ٢٦٠ ه ـ ١٢٦٠ ه ، ولكنه لا يلى مرتبة المهدية وفقا لنظرية الشيعة فى ظهور المهدى ، فإن عند الباب أن المهدى ينبغى أن يكون مظهرا من مظاهر العقل الكونى ، أى أن يكون محل ظهوره ، وهو فى هذا يتابع مبادي فرقة الإسماعيلية من غلاة الشيعة ، كما أنه هو أرفع مراتب الحقيقة
__________________
(١) نصير ، آمنة : أضواء وحقائق على البابية ، البهائية ، القاديانية ، طبعة الشروق ، مصر ، ١٩٨٤ م ، ص ١٢.