التى حلت فى شخصه حلولا جثمانيّا ، وقد اختلفت فى شكلها الظاهرى فحسب مع المظاهر السابقة لهذه المادة الروحانية المنبعثة من الله تعالى ، ولكنها فى حقيقتها وجوهرها تتماثل معها تماما ، فموسى وعيسى اتخذا من شخصية الباب سبيلا إلى العودة إلى الدنيا ، كما تجسد فى شخصه غيرهما من الأنبياء الذين تجلى العقل الكلى الإلهي فى صورهم الجثمانية منذ أقدم العصور والأحقاب .... وأعلن أن هذا التجلى للروح الإلهي الّذي تجسد فى شخصه لهداية أهل عصره ، سوف يتجدد فى المستقبل" (١).
* الشيرازى يؤله نفسه :
بعد أن ادعى أنه تجلت فيه روح باب المهدى أولا ، وروح المهدى ثانيا ، ثم روح على ، وروح النبي محمد ، تدرج به الأمر لأن يدعى أن روح الله تجلت فيه ، وأنه المرآة التى يرى فيها الله ، والتى يستطيع المؤمنون أن يشاهدوا بها الله نفسه فيقول : " وصبرت حتى يمحص الكل ، ولا يبقى إلا وجهى ، وأعلم بأنه لست أنا بل أنا مرآة فإنه لا يرى فىّ إلا الله" (٢).
وفى وصيته إلى الميرزا يحيى (صبح أزل) يعلنها صريحة أن وصى الرب لا يكون إلا ربّا وإلها ونص الوصية يقول فيها لصبح أزل : " الله أكبر تكبيرا كبيرا ، هذا كتاب من عند الله المهيمن ، القيوم قل كل من الله مبدءون ، قل كل إلى الله يعودون ، هذا كتاب من عليّ قبل نبيل (النبيل يطابق محمدا فى العدد بحساب الجمل) ، وذكر الله للعالمين إلى من يعدل اسمه اسم الوحيد أى يحيى ، لأن يحيى يطابق فى العدد بحساب الجمل الوحيد). ذكر الله للعالمين ،
__________________
(١) العقيدة والشريعة فى الإسلام ، جولد تسهير ، ترجمة محمد يوسف موسى وآخرين ، نشر دار الكتاب المصرى ، ١٩٤٦ م ، ص ٢٤١.
(٢) المرجع السابق : ص ٢٤٢.