مستصحبين معهم من يتسنى استصحابه من ذوى قرباهم وودهم ، وأن يجعلوا مركز اجتماعهم ماكو ، حتى إذا تم منهم العدد الكافى طلبوا من الشاه الإفراج عن حضرة الباب ، فإذا لبى الشاه طلبهم فبها ونعمت ، وإلا أنقذوا الحضرة بصارم القوة وحدّ الاقتدار" (١).
ويقول آواره : " دار البحث حول الأحكام الفرعية من حيث التبديل وعدمه ، وتبين بعد المذاكرات الطويلة أن أكثرهم يعتقد بوجوب أن يكون الظهور اللاحق أعظم مرتبة وأعم دائرة من سابقه ، وأن يكون كل خلف أرقى وأكمل من سلفه ، فعلى هذا القياس يكون حضرة الباب أعظم مقاما وآثارا من جميع الأنبياء والذين خلوا من قبله ، ويثبت أن له الخيار المطلق فى تغيير الأحكام وتبديلها ، وذهب قلائل إلى عدم جواز التصرف فى الشريعة الإسلامية ، مستندين إلى أن حضرة الباب ليس إلا مروجا ومصلحا لأحكامها مما دخل عليها من البدعة والفساد .. وفى أخريات الأمر تدخل حضرة بهاء الله فى المسألة ، وأبرز من أساليب الحكم ، ولطائف الحزم ما هدأ به روع الجميع ، وذلك أنه طلب إحضار المصحف الشريف ، فأحضر إليه أمام الجمع كله ، ففتحه وتلا سورة الواقعة وأخذ فى تفسيرها وتأويلها وأفاض فى شرحها وبيانها أى بما يوافق اقتراح تغيير دين الإسلام ، وأن القرآن نفسه أشار إلى ذلك وأنبأ بوقوعه ، حتى اطمأنت قلوب الجميع وعلموا بأنه لا بد من وقوع هذه الواقعات وحدوث هذه الحادثات كلها" (٢)
__________________
(١) ميرزا عبد الحسين أواره ، " الكواكب الدرية فى تاريخ ظهور البابية والبهائية ، طبعة القاهرة ، ١٣٤٣ ه ١٩٢٤ م ، ص ٢١٨ باختصار.
(٢) المرجع السابق ، ص ٢١٩ ـ ٢٢٣ باختصار.