وفى النهاية يقول مؤرخ البابية : " وفى خاتمة المجلس تقرر تحرير هذه المسألة ورفعه إلى حضرة الباب فى ماكو والتماس إصدار الحكم الفاصل الجازم منه وفيها ، وهذا ما كان ، ومما علم فيما بعد وتبين أن خواص الأحباء كانوا على حق ، وأن رأى حضرة بهاء الله كان متفقا مع حكم حضرة الباب على وجوب تغيير الشريعة ، وأن القدوس وباب الباب والطاهرة كانوا أيضا قائمين على سواء السبيل وجادة اليقين فى إدراكهم وفهمهم (أسرار الأمر) .. اما الذين ضاقت صدورهم ، ولم تتسع لقبول هذا التجديد العظيم فإنهم قاموا بتشويش الأفكار وإفساد الناس على زمرة الأحباء ، ونجم عن ذلك ما نجم من إغارة عصابة من المسلمين عليهم واعتدائهم بالضرب والسلب وطردهم من الجهة ، فتفرق عند ذلك جمع الأحباء إلى ثلاث فرق ، ففرقة سارت بركاب حضرة بهاء الله متجهة إلى طهران ، وأخرى ذهبت مع القدوس والطاهرة إلى مازندران ، وثالثة تحت لواء باب الباب إلى خراسان ، ولكن الجميع أجمع العزم وعقد النية على تنفيذ ما تقرر فى هذا التجمع ولم الشعث فى ماكو ، والعمل على إنقاذ حضرة الباب (١).
وينقل الأستاذ إحسان إلهى ظهير فى كتابه المهم عن البابية نصوصا من مصادر البابيين أنفسهم مثل" مطالع الأنوار" و" نقطة الكاف" للبابى الميرزا جانى الكاشانى ، و" مفتاح باب الأبواب" و" الكواكب". تصور ما كان عليه البابيون فى صحراء بدشت من انحراف وفساد أخلاقى وانحلال شنيع فينقل عنهم ما ذكروه : " فنصبت الخيام فى تلك البداء الجملة ، الغناء ، المنعزلة
__________________
(١) المرجع السابق : ٢١٩ ـ ٢٢٣ باختصار.