من العمائر وسكانها ، وصاروا يرتكبون الفواحش والفجور والفسوق ، ويعبثون بالنساء. وكانت الشابة الجميلة" قرة عين" تتوهج شبابا ونضرة وأنوثة ملتهبة عارمة ، والشاب الوسيم الجميل المتألق ، قوى البنية ، بعيد المنكبين ، المتدفق بالرجولة والحيوية والجمال محمد على البارفروشي القدوس محل الأنظار ، وموقع الأعين ، حيث لم يبلغ كلاهما الثلاثين من عمره ، كما كان من الجهة الثانية الميرزا حسين على (البهاء) يمتاز بترفه وغناه ، وباستضافته جميع الحاضرين ، علاوة على حسنه وشبابه ، وبأن كان آنذاك كما يقول مؤرخوه شابّا ذا شعر مرسل ، كشعر الأوانس".
وحتى الميرزا جانى الكاشانى المؤلف لكتاب" نقطة الكاف" ألمح بأشياء منها ، قوله : إن قرة عين لما فرت من قزوين بعد مقتل عمها إلى خراسان ، ووصلت إلى شاهرود" (١) ، ففى نفس الوقت وصل جناب الحاج محمد على القدوس من مشهد ، وصارا مصداق ، و" جمع الشمس والقمر" ؛ لذلك لما اقترن سماء المشيئة القدوس ، بأرض الإرادة قرة عين ظهر أسرار التوحيد وسر العبادة ، وارتفع الحجاب عن وجه المعشوق المقصود ، وأعطيا كئوسا من جوهر الخمر لذة للشاربين ، حتى فقدت الجماعة شعورها من وفور السرور والنشوان ، وتغنوا بألحان بديعة ، وظهر معنى" هتك الستر لغلبة السر" ، وتجاوبت أصواتهم الفرحة المسرورة ببصائر السماوات السبعة" (٢).
__________________
(١) شاهرود : يوجد نهر شاهرود فى طبرستان وكان على شاهرود أكبر قلاع الإسماعيلية (الحشاشين) نسترنج ، كى ، بلدان الخلافة الشرقية ، ص ٢٥٥ ، ص ٤١٥.
(٢) إحسان إلهى ظهير : البابية ، ص ٧٦ وما بعدها.