وذهبت قرة عين مع الشاب القدوس إلى مازندران" (١) ودخلت معه فى قرية" هزار جريب" (٢) فى حمام واحد للاستحمام ، ولما سمع أهل القرية ما هم عليه من الفجور العلنى ، وعدم العفة والحياء ، والجهر باقتراف الكبائر ، هجموا عليهم جماعات ووحدانا ، فقتلوا البعض وفرقوا جمعهم ، كما افترقت هذه المومسة أيضا من عشيقها وزميلها فى الخلوة والجلوة" (٣).
ولكى نتعرف على حقيقة هذه المرأة التى لعبت دورا خطيرا فى تطور البابية وانتشارها أذكر نصّا من خطبها فى مؤتمر بدشت التى أعلنت من خلاله أنه لا بد من نسخ الشريعة الإسلامية وإلغاء شعائر الإسلام من صلاة وصوم وزكاة وسائر التكاليف الإسلامية ، ودعت من خلاله إلى خلع الحجاب عن المرأة والتحرر من التقاليد البالية ، والدعوة إلى الزنا باعتبار أن المرأة كالزهرة لا بد من قطفها وشمها بالكيف والكم معا.
تقول فى خطبة لها فى المؤتمر : " اعلموا أيها الأحباب والأخيار ، اعلموا أن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب ، وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية تصل إلينا ، وأن اشتغالكم بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما أتى به محمد ، كله عمل لغو ، وفعل باطل ، ولا يعمل بها الآن إلا كل غافل وجاهل ، إن مولانا الباب سيفتح البلاد ويسخر العباد ،
__________________
(١) مازندران : هى طبرستان ، وهى إحدى أجزاء خراسان وطبرستان يتألف معظمها مما يعرف اليوم بجبال البرز هو الاسم الحالى لسلسلة الجبال العظيمة الفاصلة بين هضبة بلاد فارس والأراضى الخفيضة على ساحل بحر قزوين. لسترنج ، كى ، بلدان الخلافة الشرقية ، ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد ، طبعة مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ ، ص ٤٠٩.
(٢) هزار جريب : لعلها مدينة هزار ، وتسمى آزار سابور ، وتسمى أيضا نيسابور ، وهى أول مرحلة بريد فى الطريق الذاهب من شيراز إلى" ما بين" وفى الطريق الجبلى من شيراز إلى أصفهان. المرجع السابق ، ص ٣١٦.
(٣) د. عبد المنعم النمر : البابية والبهائية تاريخ ووثائق ، ص ٥٦.