وستخضع له الأقاليم السبعة المسكونة ، وسيوحد الأديان الموجودة على وجه البسيطة ، حتى لا يبقى إلا دين واحد ، هو دينه الحق .. الحق الأول ، لا أمر اليوم ولا تكليف ، ولا نهى ولا تعنيف ، مزقوا الحجاب بينكم وبين نسائكم ، وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة ، فما هى إلا زهرة الحياة الدنيا ، وإن الزهرة لا بد من قطفها وشمها ، شموها بالكيف والكم ، فالزهرة تجنى وتقطف وللأحباب تهدى وتتحف" (١).
وتقول أيضا فى هذه الخطبة : " مزقوا هذا الحجاب الّذي بينكم وبين النساء ، وفكوا عنكم هذه القيود الشنعاء ، وشاركوهم فى الأفعال والأقوال ولا تمنعوهن الحق من مشاركة الرجال ، وأخرجوهم من الخلوة إلى الجلوة ، وواصلوهن بعد تلك الجفوة والسلوة ، فما هن إلا رياحين خلقن للشم ، وتصاوير جعلن للثم والضم ، ولا بد من قطف الريحانة وشمها ، ولثم صورة الحبيب وضمها ، دون أن يحدد عدد الشام أو يكيف كم اللاثم والضام ، فالريحانة تجنى وتقطف وصورة الحبيب تهدى وتتحف ، أما المال فمشاع غير مقسوم ، فيه حق للسائل والمحروم ، جعل للناس سواء بسواء. لا للأغنياء دون الفقراء ، فادفعوا الفاقة عنكم بهذا الذهب ، وشاركوا بعضكم بعضا فى المال والنسب ، وساووا فى ذلك بين فقيركم وغنيكم ، ولا تردوا من يطلب التمتع بحلائلكم أو بناتكم فلا نهى اليوم ولا أمر ، ولا تكليف ولا حد ولا زجر ، فخذوا حظكم من هذه الحياة ، فلا شيء بعد الممات" (٢).
__________________
(١) د. عبد المنعم النمر : البابية والبهائية تاريخ ووثائق ، ص ٥٧.
(٢) محمد فاضل : الحراب فى صدر البهاء والباب ، ص ١٩٤ ، ١٩٥.