أعتقد أن كلام" قرة عين" ينبئ عن فكرها وهدفها الخبيث وهو محاولة تحطيم الأخلاق الإسلامية ، ونشر الرذيلة فى المجتمعات الإسلامية ، وتحطيم عقائد الإسلام ومباديه ، وإن شعائر الإسلام فى رأيها لا تناسب روح العصر لأنه فى معتقدها عبارة عن قيود لا بد من التحرر منها فلا داعى للصلاة ولا الصيام ، ولا الزكاة ، ولا أى شعيرة من شعائر الإسلام ؛ لأنها تريد أن تهدم قواعده ، وفى رأيها أن الّذي يفعل ذلك الآن مجموعة من المغفلين الجهلة المتأخرين ، بل تعلنها صريحة أن أحكام الشريعة الإسلامية قد نسخت بظهور الباب.
وتدعو إلى التحرر من الحجاب والثياب فتقول : مزقوا الحجاب بينكم وبين نسائكم. وتقول للرجال وتقصد المرأة لا بد من قطفها وشمها ، شموها بالكيف والكم فخذوا من هذه الحياة ، فلا شيء بعد الممات.
ولنا أن نتصور الآن كم كانت البابية دعوة إلى الفجور الصارخ ؛ ولهذا استطاع الباب أن يجمع حوله كل ساقط ومنحرف ، وكل من يريد أن يتحلل عن قواعد الإسلام بدعوى انتهاء زمن التكاليف فقد تم رفع التكاليف فى رأيها.
والمهم عندنا أن هذه المرأة اتضح لنا دورها الخطير فى الدعوة إلى نسخ الشريعة الإسلامية والتحلل من كل روابط الإسلام وقيوده الأخلاقية ، وصدق الأستاذ إلهى ظهير ـ رحمهالله ـ حين قال : " إن المؤرخين قاطبة اتفقوا على أن أول من اقترح نسخ البابية لشريعة الإسلام ورفع أحكامها" قرة عين" (١).
__________________
(١) إحسان إلهى ظهير : البابية ، ص ٢٥١.