كذلك هيأ له أسياده الإنجليز رحلات خاصة وتكلفت مبالغ باهظة فى فرنسا وأمريكا وألمانيا والمجر والنمسا والإسكندرية ، وهناك فى الإسكندرية صدرت له الأوامر من سادته الإنجليز بالسفر إلى حيفا بأرض فلسطين عام ١٩١٣ م ، لما ذا؟ " ليكون تحت إمرة بريطانيا فى المكان الّذي كانت تعد العدة للوثوب به ، والّذي كانت الصهيونية تتشوف إليه ، وهناك منع الناس عن زيارته ليصنع الجريمة فى حرية ، ولم يبق معه من البهائية سوى الأشياع الذين يعينونه على الخيانة ، ثم اندلعت الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٤ م ، وجاء عبد البهاء يدمر القوى المعنوية ، ويبشر بقرب النجاة ، والخلاص على يد الحلفاء من طغيان الترك ، وليبث للاستعمار الولاء وهو يقفز من عكا وحيفا ومن حيفا إلى عكا ، يرهب من المقاومة ويجمع الأنباء ، ويرسل بها إلى سادته ، ودخل الجنرال اللنبى أبواب فلسطين بجيوش الحلفاء ، وسقطت حيفا فى ٢٣ سبتمبر ١٩١٨ م ، وعبرت البهائية عن فرحها بسقوط حيفا بقولها : " وكان الابتهاج عظيما عند ما استولت الجنود البريطانية والهندية عليها" وبقولها : " ومنذ الاحتلال البريطانى طلب عدد عظيم من العسكريين والموظفين من كل الطبقات حتى العليا مقابلة عبد البهاء ، وكانوا يبتهجون بمحادثته النوراء".
وما ذا كانت المكافأة التى تكشف خدماته الكبيرة للاستعمار الإنجليزى ، إنها أكبر مكافأة تمنحها بريطانيا لرجل خدمها خدمات كبيرة ففى أبريل سنة ١٩٢٠ م قدم الحاكم الإنجليزى العسكرى لفلسطين لاسم الإمبراطورية البريطانية أرفع وسام انجليزى يعطيه لقب فارس الإمبراطورية البريطانية وهو لقب سير.