لقد كان عبد البهاء يميل إلى الغرب والثقافة الغربية بشدة ولهذا أضاف إلى تعاليم أبيه البهاء على التعاليم التى ورثها عن أبيه زيادة كبيرة ، وسعى تدريجيّا فى أن يوفق بينها وبين صور التفكير الغربى ومرامى الثقافة الحديثة ، أو خفف بقدر الإمكان من وطأة الخزعبلات والخوارق التى كانت لا تزال عالقة بالمراتب الروحية السابقة ، إن لم يكن قد انتبذها كلها جانبا ، وكثيرا ما استعان عباس بأسفار العهد القديم والجديد التى استشهد بالكثير من آياتها فى كتاباته وبياناته ، محاولا بذلك أن يؤثر فى بيئات أوسع مدى من تلك التى نثر فيها أبوه ديانته" (١).
والحقيقة إن عبد البهاء كان محبّا للاستعمار الإنجليزى ويقول عن الإنجليز : " إن مغناطيس حبكم هو الّذي جذبنى إلى هذه المملكة". وقد خطب فى كنائسها ، وقال رئيس كنيسة" سيتى تمبل" معقبا على عظة عبد البهاء فى كنيسته : " إنها فى روحها مطابقة لجميع الخطابات الدينية التى تسمعونها كل أسبوع ، ولقد تصافح هذه الليلة الشرق والغرب فى هذه الكنيسة. وكذلك فعل رئيس كنيسة" سانت جونس" حتى لقد طلب من عبد البهاء مناجاة الله ، وهم ركوع ، وقد بلغ سرور الإنجليزيات منه مبلغا عظيما حتى لقد قالت إحداهن عن مجالسه : " وقد كان الإنسان يشعر بقدرته على خلع العذار". هذا أثر البهائية فى النساء ، تجعلهن قادرات على اقتراف الخطايا فى مجامع الرجال ، دون خشية من الله ، أو دون شعور بأنهن اقترفن خطيئة" (٢).
__________________
(١) جولد تسهير : العقيدة والشريعة فى الإسلام ، دار الكتاب المصرى ، ١٩٤٦ م ، ص ٢٤٨.
(٢) المرجع السابق : ص ١٧٧.