أفهم من عباس أفندى شيئا من هذا ، وإنما صرح لى إن قيامهم لإصلاح مذهب الشيعة وتقريبه إلى مذهب أهل السنة" (١).
ولقد رأينا من قبل كيف نسخ عبد البهاء حكم أبيه البهاء فى صلاة الجماعة ، فإن أباه كان قد رفع حكم صلاة الجماعة إلا عند صلاة الميت ، لكن عبد البهاء أباح لأتباعه صلاة الجماعة خداعا للمسلمين ونفاقا ، وقد برر عباس أفندى (عبد البهاء) إباحة صلاة الجماعة بقوله : " ربما يقول الإنسان إنى أصلي كلما أريد وعند ما أجد قلبى متوجها إلى الله ، سواء فى المدينة أو الخلوات ، فلما ذا أذهب إلى المحل الّذي يجتمع فيه الآخرون فى يوم معين ، وفى ساعة معينة ، وأجتمع فى الصلاة معهم ، فذلك القول باطل لا معنى له ؛ لأنه إذا اجتمع جمع كثير ، فإن قوتهم تكون عظيمة" (٢).
ومن المعروف إنما هو نسخ حكم أبيه البهاء خداعا للمسلمين ، فقد صلى من قبل فى البيع والكنائس وفى معاهد البوذيين بالهند.
أما بالنسبة للذين لا يعرفون شيئا عن البهائية من عامة الناس فكان البهائيون يرددون فى عقولهم : " إن البهاء مجدد ، فإن آمنوا نقلوهم إلى الخطوة الثانية ، وهى أن البهاء جاء بشريعة جديدة" (٣) ، ولا فرق بين أساليب الفرق الباطنية القديمة فى الدعوة لباطنيتها وبين البهائيين المعاصرين ، ولقد ربى البهاء ابنه عباس أفندى على استخدام هذا الأسلوب فى التدرج نحو استقطاب عضو جديد إلى حظيرة البهائية.
__________________
(١) المرجع السابق : ص ٩٣٤.
(٢) أسلمنت : بهاء الله والعصر الجديد : ص ٩٨.
(٣) محمد رشيد رضا : تاريخ الأستاذ الإمام محمد عبده ، طبعة مطبعة المنار بمصر ، سنة ١٣٥٠ ه ١٩٣١ م ، ١ / ٩٣٢.