تقلع سماء عنايته عن إرسال أمطار رحمته" (١). إنه يريد أن ينزع من عقول الناس حقيقة الحقائق وختم النبوة برسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، فهو يزعم أن فى ذلك وصف لله تعالى بالبخل والضّنّ على الناس برحمته وكرمه وفيضه المدرار ، بل يفترى ويقول إن ذلك عنده" هو عين الكفر الجلى والضلال الصراح ، وبعيد كل البعد عن صاحب الفيض المدرار ، والرحمة المنبسطة على كل التلال والديار" (٢).
ويشبه البهاء المازندرانى موقف المسلمين منه ، وقولهم بختم النبوة بمحمد ، صلىاللهعليهوسلم ، بموقف اليهود من عيسى عليهالسلام ، فيقول فى جرأة عجيبة : " إنهم (أى : أمة الإسلام والفرقان) اعتقدوا (أى : مثل اعتقاد اليهود فى عيسى وعدم إيمانهم به) وقالوا شبه قولهم ، وذهبوا إلى ما ذهبوا إليه ، بل عوّلوا على ما عوّلوا عليه ، أما سمعتهم يقولون : طوى بساط الرحمة والظهور والتنبؤ وأوصد باب الرحمة والبعثة فلن تطلع اليوم شمس من مشرق القدس المعنوى ، ولن يتمخض فيض القدم الصمدانى بظهور" (٣). وبعد أن شبه موقف المسلمين منه بموقف اليهود من عيسى عليهالسلام ، شبه البهاء موقف المسلمين منه بموقف النصارى أمة الإنجيل من محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، فيقول إن علماء النصارى يرون" أنه لن يأتى بعد عيسى إلا مجرد شراح ومفسرون ، فها هم النصارى أيضا ينكرون محمد صلىاللهعليهوسلم كنبىّ مرسل ومبعوث جديد" (٤).
__________________
(١) البهاء : الإيقان ، ص ١٢.
(٢) البهاء : الإيقان ، ص ٨١.
(٣) البهاء : الإيقان ، ص ٢١٠.
(٤) البهاء : الإيقان ، ص ٧٣ وما بعدها باختصار.