موقف البهائية من النبوة :
يدعى البهاء والبهائيون أصحابه أن عقيدة ختم النبوة بمحمد ، صلىاللهعليهوسلم عقيدة غير صحيحة ، ومبدأ لا أساس له ، وإن هذه العقيدة إحدى البلايا التى يختبر بها الله تعالى عباده ليميز الذكى منهم ومن هو قليل الإدراك لمعنى ختم النبوة.
وإذا سألتهم وما تفسيرهم لقول الله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (١). أوّل ربهم البهاء ذلك بأنها حتمية مجازية فليس محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، خاتم الأنبياء على الحقيقة ، ومعنى (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) عنده أن ذلك لون من ألوان الاختيار الإلهي للناس فى تأويلهم لمعنى ختم النبوة ، فمن قال بأن معناها أن محمدا هو النبي الخاتم على الحقيقة سقط فى الامتحان ولم يحز أسباب القبول والرجحان" (٢).
وهذا فهم خاطئ للنص القرآنى ، فالذى قال بختم النبوة بمحمد ، صلىاللهعليهوسلم ليس بشرا من البشر وإنما هو خالق كل شيء ، والنص واضح وصريح ولا يحتاج إلى تأويل على الإطلاق.
ويعتبر البهاء أن القول بختم النبوة حجر على فيض الله وجوده العظيم فيقول : "لم يزل سلطان الوجود بظهور مظاهر نفسه ، ومطالع قدرته محيطا بجميع الممتلكات قاطبة ، وليس هناك أوان ينقطع فيه فيضه ومدده أو
__________________
(١) الأحزاب : ٤٠.
(٢) البهاء : الإيقان ، عرّبه عن الفارسية محمد حسن بيجارة ، المطبعة العربية بمصر ، ص ١٤٨.