مسنده ج ٥ ص ٣٨٨ عن أبي ادريس قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : والله إنّي لأعلم الناس بكلِّ فتنة هي كائنةٌ فيما بيني وبين السّاعة.
وقد جهل بأنَّ علم المؤمن بموته واختياره الموت واللقاء مهما خيّر بينه وبين الحياة ليس من المستحيل ، ولا بأمرٍ خطير بعيدٍ عن خطر المؤمن فضلاً عن أئمّة المؤمنين من العترة الطاهرة ، هلّا يعلم الرجل ما أخرجه قومه في أئمَّتهم من ذلك وعدّوه فضائل لهم؟ ذكروا عن ابن شهاب (١) قال : كان أبو بكر ـ ابن أبي قحافة ـ والحارث بن كلدة يأكلان حريرة أُهديت لأبي بكر فقال الحارث لأبي بكر : ارفع يدك يا خليفة رسول الله إنَّ فيها لسمّ سنة وأنا وأنت نموت في يوم واحد ، فرفع يده ، فلم يزالا عليلين حتّى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة.
وذكر أحمد في مسنده ١ ص ٤٨ و٥١ ، والطبري في رياضه ٢ ص ٧٤ إخبار عن موته بسبب رؤيا رآها ، وما كان بين رؤياه وبين يوم طعن فيه إلّا جمعة.
وفي الرياض ج ٢ ص ٧٥ عن كعب الأخبار إنّه قال لعمر : يا أمير المؤمنين أعهد بأنَّك ميِّت إلى ثلاثة أيّام ، فلمَّا قضى ثلاثة أيَّام
__________________
(١) ك ـ مستدرك الصحيحين ـ ٣ ص ٦٤ ، صف ـ صفة الصفوة ـ ١ ص ١٠ ، يه ـ البداية والنهاية لابن الأثير ـ ١ ص ١٨٠ «المؤلّف».