برمّتها لم يشاركه تعالى والله هو الذي يحيي الأرض بعد موتها.
فهلمَّ معي نسائل القصيمي عن أنَّ قول الشيعة بأنَّ الأئمّة إذا شاءوا أن يعلموا شيئاً أعلمهم الله إيَّاه ، كيف يتفرَّع عليه القول بأنَّ الأئمّة يشاركون الله في هذه الصفة صفة علم الغيب؟ وما وجه الاشتراك بعد فرض كون علمهم بإخبار من الله تعالى وإعلامه؟
وقد ذهب على الجاهل أنَّ الحكم بأنَّ القول بعلم الأئمّة بما كان وما يكون ـ وليس هو كلّ الغيب ولا جلّه ـ وعدم خفاء شيء من ذلك عليهم يستلزم الشرك بالله في صفة علمه بالغيب ، تحديدٌ لعلم الله ، وقولٌ بالحدِّ في صفاته سبحانه ، ومَن حدَّه فقد عدَّه ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. والنصوص الموجودة في الكتاب والسنّة على أن لا يعلم الغيب إلّا قد خفيت مغزاها على المغفَّل ولم يفهم منها شيئاً (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) (١).
ونُسائل الرَّجل : كيف خفي هذا الشرك المزعوم على أئمّة قومه؟ فيما أخرجوه عن حذيفة قال : أعلمه رسول الله صلىاللهعليهوآله بما كان وما يكون إلى يوم القيامة (٢) ، وما أخرجه أحمد إمام مذهب الرجل في
__________________
(١) الحج : ٣.
(٢) صحيح مسلم في كتاب الفتن ، مسند أحمد ٥ ص ٣٨٦ ، البيهقي ، تاريخ ابن عساكر ٤ ص ٩٤ تيسير الوصول ٤ ص ٢٤١ ، خلاصة التهذيب ٦٣ ، الاصابة ١ ص ٢١٨ ، التقريب ٨٢ «المؤلِّف».