إجماعٍ حجّة؟
والعجب من ابن بليهد قاضي الحكومة السعودية أيام تدمير آثار رسول الله صلىاللهعليهوآله عام ١٣٤٤ ه فبعد ما نفّذ ما أُمر به من قبل المشايخ ، نشر بياناً في جريدة أُمّ القرى في عددها الصادر في شهر جمادى الآخر من شهور سنة ١٣٤٥ ه وممّا جاء فيه قوله : إنّ القباب على مراقد العلماء صار متداولاً منذ القرن الخامس الهجري.
فهل هذا صحيح أو افتراء أمام كلّ هذه النصوص من المسعودي وغيره؟ وليس البحث في خصوص العلماء ، بل مطلق قبور المسلمين ، نبيّاً كان أو وليّاً ، صحابيّاً كان أو تابعياً ، فقهياً كان أو محدّثاً.
ونعم ما قال السيد المحقّق محسن الأمين في قصيدته المسمّاة بالعقود الدُّريّة في ردّ شبهات الوهابية :
أو ليس أُمّة أحمد إجماعها |
|
فيه الصوابُ وحجّةٌ لم تردد |
وعلى ضلالٍ كلّها لم تجتمع |
|
فيما رويتم في الحديث المسندِ |
مضت القرون وذي القباب مشيّدة |
|
والناس بين مؤسس ومجدّد |
في كلّ عصر فيه أهل الحلّ و |
|
العقد الذين بغيرهم لم يُعقد |
لم يُنكروا أبداً على من شادها |
|
شيدت ولا من منكر ومغند |
مِنْ قبل أنْ تلد ابنها تيمية |
|
أو يخلق الوهاب بعضَ الأعبد |
أفأيّ إجماع لكم أقوى على |
|
أمثاله من مورد لم يورد |
فبسيرة للمسلمين تتابعت |
|
في كلّ عصر نستدلّ ونقتدي |
أقوى من الإجماع سيرتهم ومن |
|
قد حاد عنها فهو غير مسدّد |
هيهات ليس نبيّاً إنّ بليهد |
|
في الناس لم يُخطئ ولم يتعمّد |