بأطرابلس (١) ألف جزء ، وعن أبى العبّاس الأصمّ بنيسابور ألف جزء (٢) ، وعن الهيثم بن كليب ببخارى ألف جزء. وسمعت أبى يقول : كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ.
وقال جعفر بن محمد المستغفري الحافظ : ما رأيت أحفظ ، من (٣) ابن مندة ، سألته ببخارى : كم تكون سماعات الشيخ؟ قال : تكون خمسة آلاف منّ (٤).
وقال أحمد بن جعفر الأصبهاني الحافظ : كتبت عن أكثر من ألف شيخ ، ما فيهم أحفظ من أبى عبد الله بن مندة (٥).
وكان أبو عبد الله قد تزوّج في عشر الثمانين ، فولد له عبد الرحمن ، وعبيد الله ، وعبد الرّحيم ، وعبد الوهاب.
وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري : أبو عبد الله بن مندة ، سيّد أهل زمانه (٦).
وقال الحافظ أبو زكريّا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة : كنت مع عمّى عبيد الله في طريق نيسابور ، فلما بلغنا بئر مجنّة (٧) ، وقال عمّى : كنت مرّة هاهنا ، تعرّض لي شيخ جمّال ، فقال : كنت قافلا عن خراسان مع أبى ، فلما وصلنا إلى هنا ، إذا نحن بأربعين وقرا من الأحمال ، فظننّا أنّه منسوج الثّياب ، وإذا خيمة صغيرة ، فيها [شيخ] (٨) ، فإذا هو والدك ، فسأله بعضنا عن تلك
__________________
(١) أطرابلس : هي طرابلس الشام ، المعروفة الآن باسم (طرابلس لبنان) ، انظر عن اسمها دراسة مسهبة في كتابنا (تاريخ طرابلس السياسي والحضارى عبر العصور ـ د. عمر عبد السّلام تدمرى. ج ١ / ١٧ وما بعدها ـ طبعة دار البلاد ، طرابلس ١٩٧٨).
(٢) من أدركه الخلّال من أصحاب ابن مندة (المخطوط) ١٤٤ أ.
(٣) في الأصل «أحفظ منه من».
(٤) تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣٤ وفيه : «المنّ يجيء عشرة أجزاء كبار».
(٥) التذكرة ٣ / ١٠٣٤.
(٦) التذكرة ٣ / ١٠٣٤.
(٧) قيّدها في (تذكرة الحفاظ) «مجّة»؟.
(٨) ساقطة من الأصل ، والإستدراك من (تذكرة الحفاظ).