كلّه ، ووجدك ، أدام الله تأييدك ، قد انفردت بهذه المأثرة (١) واستحققت بها من الله جليل الأثرة ، ومن أمير المؤمنين سنّي المنزلة ، وعليّ المرتبة».
وفيه : «فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المبير لأعدائه ، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه ، والمستبدّ بحماية حوزته ورعاية رعيّته ، والسّفارة بينه وبين ودائع الله عنده في بريّته ، وقد برزت راية أمير المؤمنين عن الصّليق (٢) موضع متوجّهه نحو سريره الّذي حرسته ، ومستقرّ عزّه الّذي شيّدته ، ودار مملكته التي أنت عمادها».
إلى أن قال : «فواصل حضرة أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة ، إن شاء الله ، والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته. وكتب لثلاثة بقين (٣) من شعبان» (٤).
واسم القادر : أحمد بن إسحاق بن المقتدر أبو العباس ، وأمّه تمنى (٥) مولاة عبد الواحد بن المقتدر. ولد سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة ، وكان حسن الطّريقة ، كثير المعروف ، فيه دين وخير ، فوصل إلى جبّل (٦) في عاشر رمضان ، وجلس من الغد جلوسا عامّا ، وهنّئ ، وأنشد بين يديه الشعراء ، فمن ذلك قول الرّضيّ الشريف (٧) :
شرف الخلافة يا بنى العبّاس |
|
اليوم جدّده أبو العبّاس |
ذا الطّود (٨) بقّاه الزّمان ذخيرة |
|
من ذلك الجبل العظيم الراسي |
__________________
(١) كذا في الأصل. وفي حاشية ذيل تجارب الأمم ٢٠٣ «الجمعة».
(٢) الصّليق : مواضع كانت في بطيحة واسط بينها وبين بغداد. (معجم البلدان ٣ / ٤٢٢).
(٣) في الأصل «لثالثة تبقى» والتصويب من (المنتظم ٧ / ١٦٠).
(٤) راجع نص الكتاب كاملا في (المنتظم).
(٥) هكذا في الأصل ، وفي ذيل تجارب الأمم (حاشية ٢٠٤) والمنتظم ٧ / ١٦٠ ، وابن الأثير (٩ / ٣٠ طبعة بولاق) حيث قال : «وأمّه أمّ ولد اسمها دمنة ، وقيل : تمنى» ، وفي تاريخ بغداد «يمنى» بالياء.
(٦) جبّل : بفتح الجيم وتشديد الباء وضمّها ، ولام. بليدة بين النعمانية وواسط في الجانب الشرقي. (معجم البلدان ٢ / ١٠٣).
(٧) كذا في الأصل ، والمشهور : الشريف الرّضي ، وهو أبو الحسن محمد بن الظاهر ذي المناقب المتصل نسبه بعلي بن أبي طالب والمعروف بالموسوي. صاحب ديوان الشعر.
انظر عنه : يتيمة الدهر ٣ / ١١٦ ، وفيات الأعيان ٤ / ٤١٤ ـ ٤٢٠.
(٨) هكذا في الأصل ، وفي ديوان الرضيّ (طبعة بيروت ١ / ٤١٧) وذيل تجارب الأمم ٢٠٧ ، وفي اليتيمة ٣ / ١٢١ «الطول».