الكلام كراهيةَ أن تُجْعَلَ الصفةُ كالاسم الا أن يضطرَّ شاعرٌ وهذا يدلك على أن النساباتِ اذا قلت ثلاثةُ نَسَّاباتٍ انما يجىء كانه وصف لمذكر لانه ليس موضعا يَحْسُن فيه الصفةُ كما لا يَحْسُنُ الاسمُ فلما لم يقع الا وصفا صار المتكلم كانه قد لفظ بمذكرين ثم وَصَفَهم بها قال الله عزوجل (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) قال أبو على قد تقدم من الكلام أن العددَ حَقُّه أن يُبَيَّنَ بالانواع لا بالصفات فلذلك لم يَحْسُنْ أن تقول ثلاثةُ قُرَشِيِّين لانهم ليسوا بنَوْع وانما ينبغى أن تقول ثلاثةُ رجالٍ قُرَشِيِّين وليس اقامةُ الصفة مُقامَ الموصوفِ بالمُسْتَحْسنة فى كل موضع وربما جرت الصفةُ لكثرتها فى كلامهم مَجْرى الموصوف فيستغنى بها لكثرتها عن الموصوف كقولك مررتُ بمثلِك ولذلك قال عزوجل فله عشر أمثالها أى عَشْرُ حَسَناتٍ أمثالِها
باب التاريخ
... (١) التاريخ فانهم يكتبون أوّل ليلة من الشهر كتبتُ مُهَلَّ شهر كذا وكذا ومُسْتَهَلَّ شهرِ كذا وكذا وغُرَّةَ شهرِ كذا وكذا ويكتبون فى أول يوم كذا ويكتبون فى أول يوم من الشهر وكُتِبَ أوّلَ يوم من شهر كذا أو لليلةٍ خَلَت ومَضَتْ من شهر كذا ولا يكتبون مُهَلًّا ولا مُسْتَهَلًّا الا فى أول ليلة ولا يكتبونه بنهار لانه مشتق من الهِلالِ والهلالُ مشتق من قولهم أهَلَّ بالعمرة والحج اذا رفع صوته فيهما بالتلبية فقيل له هِلالٌ لان الناس يُهِلُّون اذا رأوه يقال أُهِلَّ الهلالُ واسْتُهِلَّ ولا يقال أَهَلَ (٢) ويقال أَهْلَلْنا ـ اذا دَخَلْنا فى الهلال وقال بعض أهل اللغة يقال له هِلَالٌ لليلتين ثم يقال بعدُ قَمَرٌ وقال بعضهم يقال له هِلالٌ الى أن يَكْمُلَ نورُه وذلك لسبع ليال والاوّلُ أشبه وأكثر وقد أبنتُ ذلك فى باب أسماء القمر وصفاته ويكتبون لثلاث خلون ولأربع خلون ويقولون قد صُمْنا مُذْ ثلاثٍ فيُغَلِّبُونَ الليالىَ على الايام لان الاهلة فيها اذا جاوزت العَشْرَ كان الاختيارُ أن تقول لاحدَى عشرةَ ليلةً خلتْ ومضتْ وانما اختاروا فيما بعد العشرة خلتْ ومضتْ وفيما قبل العشرة
__________________
(١) كذا بالاصل وفيه سقط ولعل الاصل التاريخ تعريف الوقت والتوريخ مثله فانهم الخ وانظر اللسان كتبه مصححه
(٢) قوله ولا يقال أهل أى بالبناء للفاعل والذى فى القاموس جوازه فى الهلال ومنعه فى الشهر كالصحاح ورده ابن برى حيث قال وقد قاله غيره نقله فى اللسان فانظره كتبه مصححه