وكذلك جميع ما ذكرناه من الحروف مما لا يدخله الالفُ واللامُ وما كان يدخله الالف واللام فانه يكون معرفةً بهما ونكرةً عند عدمهما كالالف والباء والتاء ان شاء الله تعالى
ومن المؤنث المضمر من غير تقدم ظاهر يعود اليه
وليس من المضمر قبل الذكر على الشريطة
التفسيرية ولكن للعلم به
وذلك قوله تعالى (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) يعنى الشمس و (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) يعنى الارض وزعم الفارسى أن قوله تعالى (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) من هذا الباب* أبو حاتم* وقول الناس لا يُفلح فلان بعدها يريدون بعد فَعْلته التى فَعَلَ أو بعد هذه المرّة وكذلك قولهم لا تَذْهَب بها أى بفَعْلَتك التى فعَلْتَ ومثل ذلك قولهم والله لَتُتْخِمَنَّها يعنى هذه الاكْلة والفَعْلة وأما قولُهم أصبحتْ حارَّةً وأصبحتْ باردةً وأمْسَتْ مُقْشَعرّة فانهم يريدون الريح أو الدنيا أو الارض أو البلدة أو البقعة ونحو ذلك وكذلك قوله تعالى (ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) يريد ظهر الارض وكذلك ما بها مثلُك أى بالبلدة ومَلَأْتها عَدْلاً أى هذه البلدة أو هذه الارض أو البقعة ومثل ذلك ما يَمْشِى فوقَها مِثْلُكَ
هذا باب تسمية المذكر بالمؤنث
اعلم أن كل مذكر سميته بمؤنث على أربعة أحرف فصاعدا لم ينصرف وذلك أن أصلَ المذكر عندهم أن يسمى بالمذكر لانه شَكْلُه والذى يلائمه فلما عدلوا عنه ما هو له فى الاصل وجاؤا بما لا يلائمه ولم يك متمكنا فى تسمية المذكر فعلوا ذلك به كما فعلوا ذلك بتسميتهم إياه بالمذكر فتركوا صرفه كما تركوا صَرْفَ الاعجمى فمن ذلك عَنَاق وعَقْرب وعُقاب وعَنْكبوت وأشباهُ ذلك وهذا الباب مشتمل على أن ما سمى