باب ما يحمل مرة على اللفظ ومرة على المعنى مفردا أو مضافا
فيجرى فيه التذكير والتأنيث بحسب ذلك
فمن المفرد مَنْ وما وأَىٌّ وكُلٌّ وكِلْتا وبَعضٌ وغير ومِثْلٌ وأنا آخِذ فى شرح ذلك كله وبادئ بالمفرد ومُتْبِعُه بالمضاف* اعلم أن مَنْ وما لهما لَفْظٌ ومَعْنًى فالالفاظُ الجارية عليهما تكون محمولة على لفظهما ومعناهما فاذا جرت على لفظهما كان مذكرا مُوَحَّدًا كقولك مَنْ قامَ سواء أردتَ واحدا أو اثنين أو جماعةً من مذكر ومؤنث وكذلك ما أصابَكَ سواء أردتَ به شيئا أو شيئين من مذكر ومؤنث ويجوز أن تَحْمل الكلامَ على معناهما فتقولَ من قامتْ اذا أردتْ مؤنثا وفيكُمْ مَنْ يَخْتَصِمانِ ومَنْ يَخْتَصِمُونَ قال الله تعالى (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً) فذكر وأنث ولو ذَكَّرَهما على اللفظ أو أنَّثَهُما على المعنى جاز وبعضُ الكوفيين يَزْعُم أنه لا يجوز تذكير الثانى لانه قد ظَهَرَ تأنيثُ المعنى بقوله (مِنْكُنَ) وهذا غَلَطٌ لانا انما نَرُدُّه الى لفظ مَنْ وقال الله تعالى فى جمع من على المعنى (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) وعلى اللفظ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) قال الفرزدق فى التثنية على المعنى
تَعَشَّ فانْ عَاهَدْتَنِى لا تَخُونُنِى |
|
نَكُنْ مِثْلَ مَنْ يا ذِئْبُ يَصْطَحِبانِ |
وكذلك هذا الحكم فى ما تقول ما نُتَج مِنْ نُوقِكَ على اللفظ وما نُتِجَتا على معنى التثنية وما نُتِجَتْ على معنى الجمع وأما قول العرب ما جاءتْ حاجَتَكَ فان جاءتْ فيه بمعنى صارتْ ولا يكون جاء بمنزلة صار الا فى هذا الموضع وهو من الشاذ كما أن عَسى لا تكون بمعنى كانَ الا فى قوله
* عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسا*
ورُبَّ شَئٍ هكذا وانما ذكرنا شرح جاءتْ وان لم يكن داخلا تحت ترجمة الباب لأُرِيَكَ كيف يجرى ههنا على المعنى* قال أبو على وأبو سعيد* أما قولُهم ما جاءتْ حاجَتَك