القول الرابع انه في الشام حكاه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص عن ابن سعد في الطبقات انه بدمشق ، حكى ابن ابي الدنيا قال : وجد رأس الحسين في خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس (١) عند البرج الثالث مما يلي المشرق ، وكأنه هو المعروف الآن بمشهد رأس الحسين بجانب المسجد الأموي وهو مشهد مشيّد معظم.
القول الخامس انه بالمشهد القاهري قال الشعراني في ( المنن ) ان رأس الحسين حقيقة في المشهد الحسيني قريباً من خان الخليلي وان طلايع بن رزيك نائب مصر نقله ومشى هو وعسكره حفاة من ناحية قطية الى مصر ، في قصة طويلة ، قال الشبلنجي : وفي كتاب الخطط للمقريزي ـ بعد كلام على مشهد الحسين ما نصه : وكان حمل الرأس الشريف الى القاهرة من عسقلان ووصوله اليها في يوم الاحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان واربعين وخمسمائة ، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الامير سيف المملكة تميم والقاضي المؤتمن بن مسكين وحصل في القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكورة ، ويذكر ان هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله ريح كريح المسك فقدم به الاستاذ مكنون في عشاري من عشاريات الخدمة وانزل به الى الكافوري ثم حمل في السرداب الى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم.
السادس انه أعيد الى الجسد الشريف بكربلاء ، قال السيد ابن طاووس في اللهوف : وكان عمل الطائفة على هذا المعنى. وقال المجلسي : المشهور بين علمائنا ـ الامامية ـ انه أعيد الى الجسد ، وعن المرتضى في بعض مسائله انه رد الى كربلاء مع الجسد وقال الطوسي ومنه زيارة الأربعين.
وفي الجملة ففي أي مكان كان رأسه فهو ساكن في القلوب والضمائر قاطن
__________________
١ ـ الفراديس بلغة الروم : البساتين.