امتناعها إلا اغتباطاً ، فلما ساعد القضاء وآن اللقاء كتبت إليَّ :
ترقب اذا جن
الظلام زيارتي |
|
فاني رأيت الليل
أكتم للسر |
وبي منك ما لو
كان بالشمس لم تلح |
|
وبالبدر لم يطلع
وبالنجم لم يسر |
ثم لما طوى النهار كافوره ، ونشر الليل عبيره ، أقبلت بقد كالقضيب في ردف كالكثيب ، وقد أطبقت نرجس المقل على ورد الخجل ، فملنا الى روض مدبَّج ، وظلٍّ سجسج ، قد قامت رايات أشجاره ، وامتدت سلاسل أنهاره ، ودّر الطل منثور ، وجيب الراح مزرور ، فلما شببنا نارها ، وأدركت منا ثارها ، باح كل منا بحبه ، وشكا ما بقلبه ، وبتنا بليلة نجتني أقحوان الثغور ، ونقطف رمان الصدور فلما نثر الصباح لواءه ، وطوى الليل ظلماءه ، وادعتها وأنشأت :
وادع الصبر محب
ودَّعك |
|
ذائع من سره ما
أودعك |
يقرع السن على
ان لم يكن |
|
زاد في تلك
الخُطا اذ شيَّعك |
يا أخا البدر
سناء وسناً |
|
حفظ الله زماناً
أطلعك |
ان يطل بعدك
ليلي فلكم |
|
بتُّ أشكو قصر
الليل معك |
ومن بديع النثر في هذا النوع قول أبي القاسم عبدالصمد بن علي الطبري يصف متنزهاً : لله متنزهنا والسماء زرقاء اللباس ، والشمال ندية الانفاس ، والروض مخضل الازار ، والغيم منحل الازرار.
وكأن السماء
تجلو عروساً |
|
وكأنا من قطره
في نثار |
والربى رابية الارجاء ، شاكرة صنيع الانواء
ذهبٌ حيثما
ذهبنا ودرٌ |
|
حيث درنا وفضة
بالفضاء |