حدّثنا عبد الله بن هارون قال : حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن العرزمي قال : حدّثنا المعلّى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أعطاني الله خمسا وأعطى عليّا خمسا ، أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليّا جوامع العلم ، وجعلني نبيّا وجعل عليّا وصيّا ، وأعطاني الكوثر وأعطى عليّا السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطا عليّا الإلهام ، وأسرى بي إليه وفتحت له أبواب السماء [والحجب] حتّى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه (١).
ثمّ قال : يا ابن عباس خالف من خالف عليّا ولا تكونن له (٢) ظهيرا ولا وليا ، فو الذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلّا غيّر الله ما به من نعمة وشوّه خلقه قبل إدخاله النار ، يا ابن عباس لا تشكّ في عليّ فإن الشّك فيه كفر يخرج عن الإيمان ويوجب الخلود في النار (٣).
الرابع : شرف الدين النجفي في «تأويل الآيات الباهرة» قال : وروى أبو عمر الزاهد في كتابه بإسناده إلى محمد بن مسلم عن أحدهما عليهمالسلام قال : قلت له : إنّا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفعه ذلك؟ فقال : يا محمد إنّما مثلهم كمثل أهل بيت بني اسرائيل كان إذا اجتهد واحد منهم أربعين ليلة ودعا الله اجيب وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا الله فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه وسأله الدعاء له ، قال : فتطهّر عيسى عليهالسلام ثمّ دعا الله فأوحى الله إليه : يا عيسى عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه ، إنه دعاني وفي قلبه شكّ منك فلو دعاني حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له ، قال : فالتفت عيسى عليهالسلام وقال له : تدعو ربك وفي قلبك شك من نبيه؟ فقال : يا روح الله وكلمته قد كان ما قلت فأسال الله أن يذهب به عنّي ، فدعا له عيسى عليهالسلام فتقبل الله منه وصار الرجل من جملة أهل بيته ، وكذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا (٤).
الخامس : الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الزبير الكوفي إجازة قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا عليّ بن أسباط عن محمد بن يحيى أخي مغلس عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام قال : قلت : أما ترى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفع ذلك شيئا؟ فقال : يا محمد إن مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني اسرائيل وكان لا يجتهد أحد منهم
__________________
(١) في المصدر للحديث تكملة كبيرة لعل المصنف اختصره.
(٢) في المصدر : لهم.
(٣) أمالي الطوسي : ٧ ح ١٩ و : ١٨٨ ح ٣١٧ و : ١٠٤ ح ١٦١ المجلس ٤ ح ١٥ بتفاوت.
(٤) تأويل الآيات : ١ / ٨٧ ح ٧٣.