ثمّ عرج بي إلى السماء الرابعة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت : ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟
قالوا : ولم لا نعرفكم وأنتم شجرة النبوّة وبيت الرحمة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وعليكم ينزل جبرائيل بالوحي من السماء فاقرأ عليّا منّا السلام.
ثمّ عرج بي إلى السماء الخامسة فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت : ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟
قالوا : ولم لا نعرفكم ونحن نمرّ عليكم بالغداة والعشيّ بالعرش وعليه مكتوب : لا إله إلّا الله محمد رسول الله أيّده الله بعلي بن أبي طالب [ولي] فعلمنا [عند] ذلك أن عليّا وليّ من أولياء الله عزوجل فاقرأه منّا السلام.
ثمّ عرج بي إلى السماء السادسة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت : ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟
قالوا : ولم لا نعرفكم وقد خلق الله جنة الفردوس وعلى بابها شجرة ليس فيها ورقة إلّا وعليها مكتوب بالنور : لا إله إلّا الله محمد رسول الله عليّ بن أبي طالب عروة الله الوثقى وحبل الله المتين ، وعينه على الخلائق أجمعين ، فاقرأه منّا السلام.
ثمّ عرج بي إلى السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، فقلت :
وبما ذا وعدكم؟ قالوا : يا رسول الله لما خلقتم أشباح نور [في نور] من نور الله عرضت علينا ولايتكم فقبلناها وشكونا محبتكم إلى الله عزوجل ، وأما أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء وقد فعل وأمّا عليّ فشكونا محبته إلى الله عزوجل فخلق لنا صورته [في] ملكا وأقعده عن يمين العرش على سرير من ذهب مرصع بالدرّ والجواهر عليه قبة من لؤلؤة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها بلا دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها قال لها صاحب العرش : قومي بقدرتي ، فقامت فكلما اشتقنا إلى رؤية عليّ نظرنا إلى ذلك الذي في السماء فاقرأ عليّا منّا السلام (١).
__________________
(١) مدينة المعاجز : ٢ / ٣٩٥ ـ ٤٠١ ح ٤٢٨ ، وتأويل الآيات : ٢ / ٨٧١ ـ ٨٧٥.