وقالوا : سمعنا تقول : يا ظاهر قال : صدقت ، ظهر علمي كلّه له فقالوا : سمعناها تقول : يا باطن قال : صدقت ، بطن سري كلّه ، قالوا : سمعناها تقول يا من هو بكلّ شيء عليم قال : صدقت هو عالم بالحلال والحرام والفرائض والسنن وما شاكل ذلك ، فقاموا كلّهم وقالوا : لقد وقعنا محمد في طخياء ، وخرجوا من باب المسجد (١).
الرابع : صاحب ثاقب المناقب يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال : كنّا مع النبيّ صلىاللهعليهوآله إذ دخل عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أبا الحسن أتحبّ أن نريك كرامتك على الله؟ قال : نعم بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، قال : فإذا كان غدا فانطلق إلى الشمس معي فإنّها ستكلّمك بإذن الله تعالى ، قال : فماجت قريش والأنصار بأجمعهم ، فلمّا أصبح صلّى الغداة وأخذ بيد عليّ بن أبي طالب وانطلقا ثمّ جلسا ينتظران طلوع الشمس ، فلمّا طلعت قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي كلّمها فإنّها مأمورة وإنّها ستكلّمك ، فقال عليهالسلام : السلام عليك ورحمة الله وبركاته أيّها الخلق السامع المطيع فقالت الشمس : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خير الأوصياء ، لقد أعطيت في الدنيا والآخرة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ، فقال عليّ عليهالسلام : ما ذا أعطيت؟ فقالت : لم يؤذن لي أن أخبرك فيفتتن الناس ولكن هنيئا لك العلم والحكمة في الدنيا والآخرة ، وأما في الآخرة فأنت ممّن قال الله (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) وأنت ممّن قال الله تعالى فيه : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) فأنت المؤمن الذي خصّك الله بالايمان.
وروي أنّ الشمس كلّمته ثلاث مرّات (٢).
الخامس : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا القاسم بن عبّاس قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الكوفي قال : حدّثنا أبو قتادة الحراني عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن زاذان عن ابن عبّاس قال : لما فتح الله عزوجل مكّة خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل فلمّا أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين فرفع رسول الله صلىاللهعليهوآله الهجرة وقال : لا هجرة بعد فتح مكّة ثمّ انتهينا إلى هوازن فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لعلي بن أبي طالب : يا علي قم فانظر كرامتك على الله عزوجل كلّم الشمس إذا طلعت قال ابن عبّاس : والله ما حسدت أحدا إلّا عليّ بن أبي طلب ذلك اليوم وقلت للفضل : قم ننظر كيف يكلّم عليّ بن أبي طالب الشمس ، فلمّا طلعت الشمس قام عليّ بن أبي طالبعليهالسلام فقال : السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة ربّه فأجابته الشمس وهي
__________________
(١) بحار الأنوار : ٤١ / ١٨١ / ح ١٦. كتاب سليم بن قيس ٤٥٣. عيون المعجزات ٤.
(٢) الثاقب في المناقب ٢٥٥ / ح ٣.