علي ائتني ببساط فأتى به فبسطه ثمّ دعا بأبي بكر فأقعده على العروة الأولى ، ثمّ دعا عمر فأقعده على العروة الثانية ثمّ دعا عمّار بن ياسر فأقعده على العروة الثالثة ثمّ دعا سلمان فأقعده على العروة الرابعة ثمّ دعا علي بن أبي طالب فأقعده على وسطه ثمّ رفع يده إلى السماء فقال : اللهمّ إنّك أمرت الريح أن تطيع سليمان بن داود فأطاعت فأذن لها ترفع هذا البساط في الهواء ، فجاءت ريح غير مؤذية فرفعت البساط في الهواء فوضعته في بلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربّهم قال : فالتفت القوم بعضهم إلى بعض فقال لهم علي بن أبي طالب : ما لي أراكم بالتفات بعضكم إلى بعض؟ قالوا : يا أبا الحسن أين نحن؟ فقال : أنتم ببلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربهم فقام أبو بكر ودنا إلى باب الكهف وأصغى بإذنه طويلا فسمع من أهل الكهف همهمة شديدة فقال : السلام عليكم يا أصحاب الكهف ، أفتية آمنتم بربّكم ، فلم يجبه أحد فانصرف أبو بكر وجلس مجلسه ، فقام عمر هكذا وعمّار وسلمان على هذا الرسم ، ثمّ قام عليّ المرتضى عليهالسلام ودنا إلى الكهف وأصغى بإذنه فسمع من أهل الكهف همهمة شديدة فقال : السلام عليكم يا أصحاب الكهف ، فتية آمنتم بربّكم فقالوا : عليك السلام يا وصيّ رسول الله ، إنّا أمرنا أن لا نجيب داعيا إلّا لنبيّ أو وصيّ نبيّ فعليك السلام ، اقرأ محمّدا منّا السلام ، فانصرف عليّ وجلس مجلسه ثمّ رفع يده إلى السماء فقال : اللهم استجب دعوة نبيّك ودعا بدعوات فجاءت ريح غير مؤذية فردّت البساط إلى المدينة حتّى وضعته بين يدي رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، فقال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : يا رسول الله إنّهم يقرءونك السلام ويقولون : إنّا امرنا أن لا نجيب داعيا إلّا لنبيّ أو وصيّ نبيّ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أبشر يا علي فو الذي بعثني بالحقّ نبيّا لقد فضّلك الله وكرمك على جميع الامّة (١).
الرابع : أبو القاسم علي بن موسى بن طاوس في كتاب سعد السعود نقله من طريق العامّة قال:ومن تفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني من تفسير سورة الكهف بإسناده عن محمد بن أبي يعقوب الجوال الدينوري قال : حدّثني جعفر بن نصر بحمص قال : حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله بساط من قرية يقال لها الجندب (٢) فقعد عليه عليّ عليهالسلام وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرّحمن بن عوف وسعد فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا عليّ قل : يا ريح احملينا فقال عليّ عليهالسلام : يا ريح احملينا فحملتهم حتّى أتوا أصحاب الكهف فسلّم أبو بكر وعمر فلم يردّوا عليهماالسلام ، ثمّ قام عليّ فسلّم فردّوا عليهالسلام فقال أبو بكر : يا علي ما بالهم ردّوا عليك وما ردّوا علينا؟ فقال لهم عليّ فقالوا : إنّا لا نردّ بعد الموت إلّا على نبيّ أو وصيّ
__________________
(١) لم نجده في المصادر.
(٢) في المصدر : بهبدت.