الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأبي بكر وعمر : امضيا إلى عليّعليهالسلام حتّى يحدّثكما ما كان منه في ليلته وأنا على إثركما قال : فمضيا فاستأذنّا على عليّ عليهالسلام فخرج إلينا فقال : أحدث شيء؟ قلنا : لا بل قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، امضيا إلى عليّ يحدّثكما ما كان منه في ليلته ، فجاء النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : يا عليّ حدّثهما ما كان منك في ليلتك ، فقال : إنّي لأستحيي يا رسول الله فقال : حدّثهما فإنّ الله لا يستحيي من الحقّ ، فقال علي : إنّي البارحة أردت الماء للطهارة وقد أصبحت وخفت أن تفوتني الصلاة فوجّهت الحسن في طريق والحسين في اخرى فأبطيا عليّ فأحزنني ذلك ، فبينما أنا كذلك فإذا السقف قد انشق ونزل منه سطل مغطّى بمنديل فلمّا صار في الأرض نحيت المنديل فإذا فيه ماء فتطهّرت للصلاة واغتسلت بباقيه وصلّيت ثمّ ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ ولهما : أمّا السطل فمن الجنّة والماء من نهر الكوثر والمنديل من استبرق الجنّة ، من مثلك يا عليّ وجبرئيل في ليلتك يخدمك (١)؟.
الثالث : موفّق بن أحمد قال : أنبأني مهذّب الأئمّة ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي ابن أبي عثمان الدقّاق ، حدّثنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن يوسف بن محمد بن الحجّاج الطبري بسارية طبرستان ، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني ، حدّثنا أبو عيسى إسماعيل [بن اسحاق] بن سليمان النصيبي ، حدّثنا محمد بن علي الكفرتوثي ، حدّثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : صلّى بنا النبيّ صلىاللهعليهوآله صلاة العصر وأبطأ في ركوعه في الركعة الاولى حتّى ظننا أنّه قدسها وغفل ثمّ رفع رأسه وقال : سمع الله لمن حمده ثمّ أوجز في صلاته وسلّم ثمّ أقبل علينا بوجهه كأنّه القمر ليلة البدر في وسط النجوم ، ثمّ جثا على ركبتيه وبسط قامته حتّى تلألأ المسجد بنور وجهه صلوات الله عليه ، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الأوّل يتفقّد أصحابه رجلا رجلا ، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثاني ، ثمّ رمى بطرفه إلى الصف الثالث يتفقّدهم رجلا رجلا ، ثمّ كثرت الصفوف على رسول الله، ثمّ قال ما لي لا أرى عليّ بن أبي طالب ، يا ابن عمّي ، فأجابه عليّ كرّم الله وجهه من آخر الصفوف وهو يقول : لبّيك لبّيك يا رسول الله صلىاللهعليهوآله فنادى النبيّ بأعلى صوته : يا علي ادن منّي قال : فما زال يتخطّى الصفوف وأعناق المهاجرين والأنصار ممتدّة إليه حتّى دنا المرتضى من المصطفى فقال له النبيّصلىاللهعليهوآله : ما الذي خلّفك عن الصفّ الأوّل؟
قال : شككت أنّي على غير طهور فأتيت منزل فاطمة فناديت يا حسن ويا حسين يا فضّة فلم
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي ٩٢ / ح.