أبو حيان عن مجمع التميمي قال : خرج عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بسيفه إلى السوق فقال : «من يشتري منّي سيفي هذا فلو كان عندي أربعة دراهم أشتري بها إزارا ما بعته» (١).
الحادي عشر : موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا محمد ابن عبيد ، حدّثنا المختار وهو ابن نافع عن أبي مطر قال : خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي «أرفع إزارك فإنّه أبقى لثوبك وأبقى لك ، وخذ من رأسك إن كنت مسلما» فمشيت خلفه وهو متوزر بإزار ، مرتد برداء ومعه الدرة وكأنّه أعرابي بدوي فقلت : من هذا؟
فقال لي رجل : أراك غريبا بهذا البلد.
قلت : أجل أنا رجل من أهل البصرة.
قال : هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام ، حتّى انتهى إلى دار بني أبي معيط وهو سوق الإبل فقال : «بيعوا ولا تحلفوا ، فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة» ثمّ أتى إلى أصحاب التمر فإذا خادمة تبكي فقال : ما يبكيك؟
قالت : باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فردّه مولاي فأبى أن يقبله ، فقال له : «خذ تمرك وأعطها درهمها ، فإنّها خادمة ليس لها أمر» فدفعه ، قلت أتدري من هذا؟
قال : لا.
قلت : هذا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وصب تمره واعطاها درهما وقال : يا مولاي أحب أن ترضى عنّي ، قال : «ما أرضاني عنك إذا وفيتهم حقوقهم» ثمّ مرّ مجتازا بأصحاب التمر فقال : «يا أصحاب التمر أطعموا المساكين فيربو كسبكم» ثمّ مرّ مجتازا ومعه المسلمون حتّى أتى أصحاب السمك فقال : «لا يباع في سوقنا طاف» ثمّ أتى دار فرات وهو سوق الكرابيس فقال : «يا شيخ ، أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم» فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا ، ثمّ أتى آخر فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا ، فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين وقال حين لبسه : «الحمد لله الذي رزقني من الرياشة ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي» فقيل له : يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : «بل سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول عند الكسوة» فجاء أبو الغلام صاحب الثوب فقيل له يا فلان إنّه قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم ، فقال : أفلا أخذت منه درهمين ،
__________________
(١) المناقب : ١٢٠ / ح ١٣٥.