أجزائه ، لكن كون الزمان حاضرا بحسب مجموعه محال. فلم يبق إلا أن يكون حاضرا بحسب كل واحد من أجزائه ، وكل ما كان حاضرا فهو الآن الذي لا ينقسم ، ينتج : أن الزمان الماضي والمستقبل مركب من حضورات غير منقسمة ، وتلك الحضورات آنات لا تنقسم ، [فالزمان مركب من آنات لا تنقسم (١)]. وهو المطلوب.
واعلم أنه سيظهر في باب الحركة [أن الحركة (٢)] سواء كانت في الأين أو في الكيف ، فإنها مركبة من أمور متعاقبة كل واحد منها لا ينقسم. ومتى ثبت هذا ، ثبت أن الزمان يجب أن يكون مركبا من آنات لا تنقسم ، وكل دليل نذكره في تقرير أن الحركة كذلك ، فإنه يدل على أن الزمان أيضا كذلك (٣).
وأما الذي احتجوا به من أنه لو كان (٤) الزمان مركبا من آنات متتالية ، لزم كون الجسم مركبا من الأجزاء التي لا تتجزأ : فهذا كلام حق لا غبار عليه ، إلا أنا لا نسلم أن القول بإثبات الجزء الذي لا يتجزأ باطل. والاستقصاء (٥) فيه سيأتي في موضوعه إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) سقط (ط).
(٢) من (س).
(٣) لا يدل (م).
(٤) لو كان الأمر كذلك لزم ... الخ (م).
(٥) والاستقصاء في هذه المسألة قد مر (م).