هو (١) الماضي. ثم الحال ثم المستقبل. وأما إن اعتبرنا وصف كونه ماضيا وحاضرا. ومستقبلا. فههنا ينعكس الأمر ، فالمتقدم هو وصف كونه مستقبلا ، ثم يتلوه صيرورته حاضرا ، ثم يتلوه كونه ماضيا.
والدليل عليه : وهو أن الشيء الذي لم يوجد ، وكان بفرضية أنه سيوجد ، فعند كونه كذلك يكون مستقبلا ، فإذا حصل صار حاضرا ، فإذا انقضى وانقرض فإنه يصير ماضيا. فيثبت : أن الشيء في المرتبة الأولى يكون مستقبلا [ثم يصير حالا (٢)] ثم بالأخيرة يصير ماضيا.
الخاصية الثانية : المستقبل يصير حالا أولا ، ثم يصير ماضيا ، وأما الماضي فإنه لا يصير حالا البتة ولا مستقبلا ، وأما الحال فإنه يمكن أن يصير ماضيا لكنه لا يمكن أن يصير مستقبلا. وأما المستقبل فإنه يصير حالا أولا ، ثم [يصير (٣) ماضيا ثانيا.
الخاصية الثالثة : إن الماضي يصير في كل وقت أبعد مما كان قبله و[والمستقبل يصير في كل وقت أقرب مما كان قبله (٤)] والعلم بذلك بديهي ، ونظم بعض الشعراء هذا المعنى في مدح [واحد (٥)] فقال :
فلا زال (٦) ما تهواه أقرب من غد |
|
ولا زال ما تخشاه أبعد من أمس |
الخاصية الرابعة : إن كل ما كان متقدما في الماضي ، فهو أبعد عن الماضي مما كان متأخرا [وفي المستقبل بالعكس. لأن كل ما كان متقدما في المستقبل ، فإنه أقرب إلى الحال مما كان متأخرا (٧)].
الخاصية الخامسة : أن نقول : المناسبة بين الحال وبين المستقبل ، أشد
__________________
(١) في الوجود أولا (ت).
(٢) فإذا حصل صار حاضرا (م ، ت).
(٣) من (ط).
(٤) من (م) ، (س).
(٥) سقط (ط).
(٦) ما هو آت [الأصل].
(٧) سقط (ط) ، (س).