قال : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم يشفّع الشهيد في سبعين من أهل بيته» (١) ، وحديث رواه ابن ماجه عن عثمان قال : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء» (٢).
وهناك بضعة أحاديث صحيحة طويلة في شفاعة النبي صلىاللهعليهوسلم للناس جميعا للقضاء فيهم يوم القيامة حين يطول عليهم الأمر والجهد ويعتذر الأنبياء ويدلّون الناس على النبي فيسجد لله ويطلب منه الإذن في الشفاعة فيؤذن له (٣).
ومما جاء في بعضها «أنّ الله لما يأذن للنبي بالشفاعة يقول يا ربّ أمّتي أمّتي فيقال له انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبّة من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منه فأنطلق فأفعل ثم أرجع إلى ربّي فأحمده بتلك المحامد ثم أخرّ له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفّع ، فأقول أمتي أمتي فيقال لي انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها فأنطلق فأفعل ثم أعود إلى ربّي فأحمده بتلك المحامد ثم أخرّ له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفّع فأقول يا ربّ أمتي أمتي فيقال لي انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل».
والإيمان بما جاء في الآيات القرآنية وما ثبت عن النبي صلىاللهعليهوسلم واجب مع الإيمان بأنه لا بد لذلك من حكمة. والمتبادر من فحوى الآيات والأحاديث أن من تلك الحكمة تقرير كون السعادة والنجاة في الإيمان بالله وحده والعمل الصالح الذي يرضى عنه الله والترغيب في ذلك. وفي ذلك ما فيه الفوائد الجليلة في الدنيا بالإضافة
إلى مثل ذلك في الآخرة.
__________________
(١) التاج ج ٥ ص ٣٤٨ ـ ٣٦٠.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه.