(فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١))
(١) التذكرة : كناية عن الدعوة النبوية.
(٢) حمر : جمع حمار. وقيل إن هذا الجمع خاص بحمار الوحش وقد ورد في سورة لقمان لفظ (حمير) جمعا لحمار.
(٣) مستنفرة : شاردة.
(٤) قسورة : من أسماء السبع.
والآيات استمرار للسياق وتعقيب عليه ، حيث تندد بالكفار وتتساءل عن سبب إعراضهم عن الدعوة النبوية وفرارهم منها ، كما تفرّ الحمر الوحشية من السبع حين يبدو لها.
(بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (٥٢) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣) كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦))
والآيات استمرار للسياق وتعقيب استدراكي وتنديدي عليه.
وقد تلهم الآية الأولى أن الكفار تحدوا النبي صلىاللهعليهوسلم بإنزال صحف مكتوبة على كل منهم لتكون برهانا على صحة دعواه ودعوته ، كما تحتمل أن تكون في معرض التنديد بشدة عنادهم ، حتى لكأنهم يريدون ليؤمنوا ويصدقوا أن ينزل على كل منهم كتاب خاص من السماء (١). وقد روى بعض المفسرين (٢) أن المشركين قالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم : «إن سرك أن نتبعك فأتنا بكتاب خاصة إلى فلان وفلان نؤمر فيه
__________________
(١) انظر تفسير الآيات في تفسير الطبري وابن كثير ففيهما ما يدعم الوجهين.
(٢) انظر تفسير الآيات في الطبري.