به ، فرأيت أهل البصرة قد فتنوا بخصلتين : الخضخضة والقدر. وفتن أهل الكوفة بخصلتين : شرب المسكر وتأخير السحور. وفتن أهل الشام بخصلتين : طاعة [١٠ أ] الظلمة ، وأخذ الجوائز ، وفتن أهل مكة بخصلتين : تزويج المتعة والدرهم بالدرهمين. وفتن أهل المدينة بخصلتين : حب السماع وإتيان النساء في الأدبار.
وقال ابن شبرمة لأهل البصرة : لنا أحلام ملوك المدائن ، وسخاء أهل السواد ، وظرف أهل الحيرة. ولكم سفه السند وبخل الخوز وحمق أهل عمان.
وقال ابن شوذب : أول منبر يصعده الدجال منبر البصرة فيقول : أيها الناس من كان غنيا زدناه ، ومن كان فقيرا موّلناه.
وقال عبد الله بن عباس : إذا كثرت القدرية بالبصرة ائتفكت بأهلها ، وإذا كثرت السبائية (١) بالكوفة ائتفكت بأهلها.
واستشار رجل ابن مسعود في سكون البصرة فقال له : إن كنت لا بدّ فاعلا ، فاسكن رابيتها ولا تسكن سبختها فإنه قد خسف بها مرة ، وسيخسف بها أخرى. والخسف الذي كان بها ، أنه كان بها خمسة حكّام أسماؤهم : جائر وجابر وخاطئ ومخطي وحمّال الخطايا. فخرج رجل معه امرأة له حامل على حمار له حتى أتاها ، فلما دخلها منعه جائر وقال : لا تدخل حتى تؤدي درهمين. فأخذ منه درهمين. فتظلم وقال : أنا رجل فقير وقد أخذ مني درهمان (٢). فما أحد يعديني على من أخذهما مني؟ فقالوا : بلى ، جابر. فأتاه فشكا إليه. فقال له هات أربعة دراهم. فأخذها منه مكرها. فأتى خاطئ يشكوهما إليه ، فقال : هات ثمانية دراهم. فأخذها منه فأتى مخطئ فقال : هات ستة عشر درهما. فقال أنا إنسان مسكين لا شيء لي. فضربه وضرب امرأته حتى أسقطت ، وقطع ذنب حماره. فأتى حمال الخطايا فشكا إليه ما حلّ به من إسقاط امرأته وقطع ذنب حماره. فقال
__________________
(١) في الأصل : السبابية.
(٢) في الأصل درهمين.