متصلة بين قزوين وواسط. وكانت قزوين ثغراً في ذلك الوقت.
وأنشد لحميد الأرقط في واسط يهجوها (١).
الله أسقاك من الفرات |
|
النيل ينقضّ من الصراة |
وأحدث يعلو المسنّيات |
|
نضرب غرسه بواسقات |
سيق إلى المدينة مسفات |
|
داينه الريف من الغداة |
بعيدة الأهل من الآفات |
|
طمت عليّ بقصص البغاة |
يهدى إليها الرزق من شتات |
|
من البحور ومن الفلاة |
وقال حمدان بن السخت الجرجاني : حضرت الحسين بن عمر الرستمي (٢) وكان من أكابر قواد المأمون وقد سئل الموبذ بخراسان ونحن في دار ذي الرياستين عن النوروز والمهرجان وكيف جعلا عيدا وكيف سميا ، فقال الموبذ : نعم أنبيك عنهما. إن واسط كانت تجري على سننها في ناحية بطن جوخى ، فانبثقت في أيام بهرام جور وزالت عن مجراها إلى المذار ، وصارت تجري إلى جانب واسط منصبّة. فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح وكانت متصلة بالبادية ـ ولم تكن البصرة ولا ما حولها إلّا الأبلّة فإنها من بناء ذي القرنين ، وكان موضع البصرة قرى عادية مخسوف بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر إلّا دجلة الأبلّة ـ فأصاب أهل القرى والمدن التي كانت في موضع البطائح ـ وهم بشر كثير ـ وباء فخرجوا هاربين على وجوههم وتبعهم أهاليهم بالأغذية والصلاحات ، فأصابوهم موتى ، فرجعوا [٢٤ أ] فلما كان في أول يوم من فروردين ماه من شهور الفرس أمطر الله عزّ وجلّ عليهم مطرا فأحياهم فرجعوا إلى أهاليهم. فقال ملك ذلك الزمان : هذا نوروز ، ومعناه يوم جديد. فسمي به. وقال الملك : هذا يوم مبارك فإن جاء الله فيه بمطر وإلّا فليصب بعضكم الماء على بعض وتتبركوا به. وصيروه عيدا ، فبلغ المأمون هذا القول فقال إنه لموجود في كتاب الله عزّ وجلّ بقوله (أَلَمْ
__________________
(١) أوردنا الأبيات كما هي ولم نهتد لتصحيح المصحف منها.
(٢) انظر عن الرستمي : الطبري ٨ : ٣٧٥ ، ٣٩٢ ، ٤٣٢ ، ٤٣٣.