رجل عريان ثقة. فيجمع ما قد اجتمع من المومياي ويجعله في قارورة ، ويكون مقدار ذلك مائة مثقال أو دونها. ثم يخرج ويختم الباب بعد قفله إلى السنة الأخرى. ويوجه بما يجتمع منه إلى السلطان. وخاصيّته لكل كسر أو صدع في العظم. يسقى الإنسان الذي انكسر شيء من عظامه مثل العدسة فينحطّ أول ما يشربه [٩١ أ] إلى موضع الكسر فيجبره ويصلحه لوقته.
ومن أرّجان إلى النوبندجان ستة (١) فرسخا. وفيها شعب بوان الموصوف بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفق المياه وهو موضع من أحسن ما يعرف. فيه شجر الجوز والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر. وروى عن المبرد أنه قال : قرأت على شجرة في شعب بوان هذه الأبيات :
إذا أشرف المكروب من رأس تلعة |
|
على شعب بوّان أفاق من الكرب |
وألهاه بطن كالحريرة مسّه |
|
ومطّرد يجري من البارد العذب |
وطيب ثمار في رياض أريضة |
|
على قرب أغصان جناها على قرب |
فبالله يا ريح الجنوب تحمّلي |
|
إلى أرض بغداد سلام فتى صبّ |
وإذا أسفل منه مكتوب :
ليت شعري عن الذين تركنا |
|
خلفنا بالعراق هل يذكرونا |
أم لعلّ المدى تطاول حتّى |
|
قدم العهد بعدنا فنسونا |
وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلّ عينا حسنة بشعب بوّان هذه الأبيات :
متى تبغني في شعب بوّان تلقني |
|
لدى العين مشدود الركاب إلى الدلب |
وأعطي وإخواني الفتوّة حقّها |
|
بما شئت من جد وما شئت من لعب |
يدير علينا الكاس من لو رأيته |
|
بعينيك ما لمت المحب على الحب |
__________________
(١) في الأصل : وعشرين.