وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي (١) إلى صديق يصف شعب بوان : كتبت إليك من شعب بوّان وله عندي يد بيضاء مذكورة ، ومنة غراء مشهورة بما أولانيه من منظر أعدى على الأحزان ، وأقال من صروف الزمان. وسرّح طرفي في جداول تطّرد بماء معين منسكب ، أرق من دموع العشاق ، حررتها لوعة الفراق. وأبرد من ثغور الأحباب ، عند الالتثام. كأنها حين [٩١ ب] جرى آذيها يترقرق ، وتدافع تيارها يتدفق. وارتجّ حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولّد قصب لجين في صفائح عقيان ، وسموط درّ بين زبرجد ومرجان. أثر على حكمة صانعه شهيد ، وعلم على لطف خالقه دليل. إلى ظلّ سجسج أحوى ، وخضل ألمى. قد غنت عليه أغصان فينانة وقضب غيدانة. تشورت لها القدود المهفهفة خجلا ، وتقيلتها الخصور المرهفة تشبها. يستقيدها النسيم فتنقاد ، ويعدل بها فتنعدل. فمن متورد يروق منظره ، ومرتجّ يتهدل مثمره. مشتركة فيه حمرة نضج الثمار ، بنفحة نسيم النوار. وقد أقمت به يوما لخيالك منادما ولشوقك مسامرا. وشربت لك تذكارا. وإذا تفضل الله بإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز ، كتبت إليك من خبري بما تقف عليه إن شاء الله.
ومن النوبندجان إلى شيراز نيف وعشرون فرسخا.
وهي (٢) من كورة أردشير خرّة ورساتيقها : جور والخبر والصيحكان والبرجان والكهرجان والخواروستان وكير وسينيز وسيراف والرويحان وكان فيروز وكازرون وكران وابزر وتوّج.
ومن سوق الأهواز إلى الدورق في الماء ثمانية عشر فرسخا ، وعلى الظهر أربعة وعشرون فرسخا.
__________________
(١) طبقا للسمعاني في الأنساب ٤ : ٣٩٩ فإن الجد الأكبر لعائلة الفلكي من همذان واسمه أبو بكر أحمد بن الحسن بن القاسم الحاسب الفلكي الهمذاني وكان جامعا لسائر العلوم وخاصة علم الحساب.
(٢) وهي : مدينة شيراز. والنص من هنا موجود لدى ابن خرداذبه من ص ٤٤ حتى ٤٧ وهو هنا ينتهي عند (زم الحسن بن صالح يسمى السوران من شيراز على سبعة فراسخ).