وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)». فقال : ما دعاك إلى هذا؟ قال : آية من كتاب عرضت لي. فقال : والله لأعملنّ بك بالآية الثالثة : (وَإِذا بَطَشْتُمْ ، بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ). ثم أمر فبني عليه ركن من أركان القصر.
وأنشد لبعضهم.
يا أيّها الباني بناء يفنى |
|
هل أنت محتال فباني حصنا؟ |
من حدّث الدهر يكن محبّا |
|
أم للخراب يا ضعيف يبنى؟ |
إن كنت لا تبقى فلم تعنّى |
|
يكفيك بيت أن يكون كنّا |
[١٠٥ أ]
أما ترى الدهر الذي قد أخنى |
|
على بني آدم كيف أفنى؟ |
السلف الماضين قرنا قرنا |
|
فلم يذر منهم أبا ولا ابنا |
وقال بعض الشعراء وقد نظر إلى قصور آل طاهر بالشاذياخ وقد خربت (١) :
وكان الشاذياخ قصور ملك |
|
فزال الملك عن ذاك المناخ |
وكانت دورهم للهو وقفا |
|
فصارت للنوائح والصراخ |
فعين الشرق باكية عليكم |
|
وعين الغرب تسعد بانتضاخ |
كذاك يكون من صحب التراخي |
|
فذاك الدهر يعقبه التراخي |
وقال () (٢) في ذلك :
فإن يمس وحشا بابه فلربما |
|
تزاحم أفواجا لديه الركائب |
يحيّون بسّاما كأنّ جبينه |
|
هلال بدا وأنجاب عنه السحائب |
وما غائب من غاب يرجى إيابه |
|
ولكنّ من قد ضمّه القبر غائب |
__________________
(١) في المختصر (قال محمد بن حبيب الضبي في دور آل طاهر).
(٢) كلمة مطموسة.