وقال آخر في ذلك (١) :
فتلك قصور الشاذياخ بلاقع |
|
خراب يباب والميان مزارع |
وأضحت خلاء شادمهر وأصبحت |
|
معطلة في الأرض تلك المصانع |
وغنّى مغنّي الدهر في آل طاهر |
|
بما هو رأي العين في الناس رائع |
عفا الملك من أولاد طاهر مثلما |
|
عفا جشم من أهله فمتالع |
وأيامهم كانت لديهم وودائعا |
|
فأرهقهم دهر فردّ الودائع |
وقال آخر في البرامكة :
أوحش النوبهار من بعد جعفر |
|
ولقد كان بالبرامك يعمر |
قل ليحيى أين الكهانة والسحر |
|
وأين النجوم عن قتل جعفر |
أنسيت المقدار أم زاغت الش |
|
مس عن الوقت حين قمت تقدّر |
كيف لم تسحر السيوف فلا |
|
تعمل في جعفر كما كنت تسحر؟ |
إنّ يحيى بن خالد وبنيه |
|
أصبحوا فكرة لمن يتفكّر |
وقال آخر منهم :
مررت على ربع ليحيى بن خالد |
|
وباطنه يشكو الخراب وظاهره |
فكادت مغانيه تقول من البلى |
|
لسائلها عن أهلها مات عامرة |
وقال آخر :
مررت على دار لظمياء باللوى |
|
ودار لليلى إنّهنّ قفار |
فقلت لها يا دار غيّرك البلى |
|
وعصران ليل مرة ونهار |
فقالت نعم أفنى القرون التي مضت |
|
وأنت ستفنى والشباب معار |
لئن طلن أيام بحزوى لقد أتت |
|
عليّ ليال بالعقيق قصار |
__________________
(١) في المختصر ، جاءت هذه القصيدة بعد الخائية التي قال إنها لمحمد بن حبيب الضبي ، ثم قال عن هذه أنها له أيضا.