علي بن فضال : تعرف الدولاب؟ قلت : نعم ، أعرفه. قال تعرف شجرة تسمى آزاذ؟ قلت : لا. قال : فروى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد رضي الله عنه أنه قال : إذا اتصلت حيطان المدينة بحيطان الدولاب فعندها توقعوا بلاء القوم ، ثم تلا قول الله عزّ وجلّ (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً). قال : الري.
وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد رضي الله عنه : ويل للري من جناحيها. قيل وأي شيء جناحاها (١)؟ [١٤٠ ب] قال : طبرستان أحد جناحيها.
وعن محمد الرازي (٢) عن أبيه عن جده أبي إسماعيل ، وكان نساجا ، فاتخذ ثوبا وجوّده وقصره وحج فأتى أبا عبد الله (٣) ووضعه بين يديه ، فأخذه ونظر إليه ونشره وقال : هذا محكم العمل. فقال أبو إسماعيل أنا نسجته يا سيدي بيدي. فقال له أبو عبد الله : فأنت نساج؟ قال : نعم. [فقال] : مرحبا بنسّاجنا ، من أين أنت؟ قال : من أهل الري. قال : أتعرف التل الأحمر؟ قال : لا. قال : هو ناء عن المدينة عند الباب الحديد لا يسلك إلّا عند ارتفاع النهار. أما إن ذلك الموضع سيعمر. ثم قال : أتعرف كناسة الدواب؟ قلت : نعم. قال : فتعرف جبل الطين الأسود؟ قال : لا. قال : الجبل الذي يقال له جبل ليلا. قلت : نعم أعرفه. قال : فتعرف باب المدينة الحديدي وسورها؟ قلت : نعم. قال : عنده مصارع القوم ، يقتل من صحابة [بني] (٤) العباس وشيعتهم ثمانون ألفا منهم ثمانون [ممن] يصلح للخلافة. فقلت له : جعلت فداك ، ألك حاجة؟ قال : حاجتي أن تدع هذا العمل. قلت : فأي شيء أعمل؟ [قال] : كن صيقلا فقلت له : على كبر السن كيف أعمل؟
__________________
ـ أيمن الزاهد العابد المتوفى سنة ٢٢٤ ه ـ كما في رجال النجاشي الذي ترجم له ترجمة مطولة (انظر ٣٤ ـ ٣٦) وذكر مؤلفاته.
(١) في الأصل : جناحيها.
(٢) هو محمد بن إسماعيل الرازي.
(٣) هو الإمام جعفر الصادق (ع).
(٤) زيادة يقتضيها السياق.