ورأيت فيها مطمعا فاعترفوا بما دعوتكم إليه قبل أن أغزيكم الجنود فأخرب البلاد وأقتل المقاتلة وأسبي الذرية. قالوا : أرنا هذه الصورة التي أطمعتك في بلادنا فأحضرها حتى نظروا إليها. فقالوا : قد صدقك من صوّرها غير أنه لم يصوّر لك الرجال الذين يمنعون هذه العقاب والثنايا ، وستعلم ذلك لو تكلفته.
فأغزاهم الجنود وعليهم ابنه محمد بن الحجاج فلم يصنع شيئا غير أنه بنى مسجدا لأهل قزوين ونصب فيه منبرا [وهو مسجد التوث الذي على باب دار قوم يعرفون بالجنيدية. وحكي أن عمّال خالد بن عبد الله القسري لعنوا علي بن أبي طالب على المنبر فقام حبيش بن عبد الله وهو من موالي الجنيد أو بني عمه فاخترط سيفه وارتفع به إلى العامل فقتله وقال : لا نحتملكم على لعن علي بن أبي طالب. فانقطع بعد ذلك اللعن عنه رضوان الله عليه](١).
وقال محمد بن زياد المذحجي : رأيت في مسجد قزوين لوحا مكتوبا مما أمر به محمد بن الحجاج الثقفي. وأنشد جعفر بن عمر بن عبد العزيز :
هل تعرف الأبطال من مريم |
|
بين سواس فلوى يرثم |
فذات أكناف فقيعانها |
|
فجزع فدفر واف الأحرم (؟) |
ما لي وللريّ وأكنافها |
|
يا قوم بين الترك والديلم |
أرض بها الأعجم ذو منطق |
|
والمرء ذو المنطق كالأعجم |
ولما ميّز قباذ إقليمه ، وجد أنزه بقاعه بعد أن بدأ بالعراق التي هي سرّة الدنيا والأقاليم ، ثلاثة عشر موضعا : المدائن ، والسوس ، وجنديسابور ، وتستر ، وسابور ، وبلخ ، وسمرقند ، وباورد ، وبطن بنهاوند تسمى روزراور ، وما سبندان ، ومهر جانقذق ، وتل ما سير ، وإصبهان والري. وأسرى فواكه إقليمه سبعة مواضع : المدائن ، وسابور ، وأرجان ، ونهاوند ، وماسبندان [١٤٢ أ] وحلوان ، والري. وأوبأ بقاع إقليمه ستة مواضع : البندنيجين ، وسابور خواست ، وبرذعة ، وزنجان ، وجرجان ، والخوار ـ بطن الري ـ.
__________________
(١) ما بين عضادتين في المختصر فقط.