فيه ، فعجزوا عن مثل غمدان ، ومأرب ، وحضرموت ، وقصر مسعود ، وسدّ لقمان ، وسلحين ، وصرواح ، ومرواح ، وبينون ، وهندة ، وهنيدة ، وفلثوم ، بريدة قال :
أبعد بينون لا عين ولا أثر |
|
وبعد سلحين يبني النّاس بنيانا |
وبصنعاء غمدان قصر عجيب قد بني على أربعة أوجه : وجه بالجروب الأبيض ، ووجه بالجروب الأصفر ، ووجه بالجروب الأحمر ، ووجه بالجروب الأخضر ، ـ والجروب الحجارة ـ وابتني في داخله على ما أتقن من أساسه قصرا على سبعة سقوف ، بين كلّ سقفين أربعون ذراعا ، وسقفه من رخامة واحدة ، وجعل على كلّ ركن تمثال أسد من شبه كأعظم ما يكون من الأسد ، فكانت الريح إذا هبّت من ناحية تمثال من تلك التماثيل دخلت جوفه من دبره ، ثم خرجت من فيه ، فيسمع له زئير كزئير الأسد. وكان يأمر بالمصابيح فتسرج في بيوت الرخام إلى الصبح ، فكان القصر يلمع من ظاهره كلمع البرق ، فإذا أشرف الإنسان ليلا قال : أرى بصنعاء برقا شديدا ومطرا كثيرا ، ولا يعلم أن ذلك من ضوء السّرج ، فكان كذلك حتى أحرق ، وعلى ركن من أركانه مكتوب : اسلم غمدان هادمك مقتول ، فهدمه عثمان بن عفّان فقتل. وقالوا : إن الذي بناه سليمان بن داود وذلك أنه أمر الشياطين أن يبنوا لبلقيس ثلاثة قصور بصنعاء أحدها غمدان وسلحين وبينون وفيها يقول الشاعر :
هل بعد غمدان أو سلحين من أثر |
|
وبعد بينون يبني النّاس بنيانا |
وقال أبو عبيدة : لأهل اليمن أربعة أشياء ليست لغيرهم : الركن اليماني في القبلة ، وسهيل اليماني في السماء ، والبحر اليماني في الجور ، واليمن في البلدان ، ولهم الخطّ المسند ، وعقد الجمّل ، والحساب ، والخطّ الحميريّ ، وقال الكلبيّ ، علوج مصر القبط ، وعلوج الشام جراجمة ، وعلوج الجزيرة جرامقة ، وعلوج السواد نبط ، وعلوج السند سبابجة ، وعلوج عمان المزون ، وعلوج اليمن سامران ، ويحمل العقيق من مخاليف صنعاء وأجوده ما أتي به من معدن يسمّى مقرى ، وقرية