تعدّونه في الخرس ليس احد اعلم بكلام غالية (١) الشيعة ومارقة الخوارج وكلام الزنادقة والدهرية (٢) والمرجئة وسائر المخالفين والردّ عليهم منه ، قال عمرو : أنّى هذا وله (٣) عنق (٤) لا يأتي معها بخير ، وكان واصل طويل العنق ، ثم قال عمرو بعد (١٢) ذلك : واشهد ان الفراسة باطلة الا ان ينظر رجل بنور الله
قال الجاحظ : ولمّا قال بشّار بن برد بالرجعة وتكفير جميع الامّة تبرّأ (١٣) منه واصل وكان صديقا له ومدحه بشار وذكر خطبته التي الغى (٥) منها الراء وكانت على البديهة وهي مع ذلك اوسع (٦) من خطبة خالد بن صفوان وشبيب بن شبّة (٧) فقال بشار شعرا (من البسيط) :
تكلّف (٨) القول (٩) والاقوام قد حفلوا |
|
وحبّروا خطبا ناهيك من خطب (١٤) |
وقال (١٠) مرتجلا تغلي بداهته (١١) |
|
كمرجل القين لمّا حفّ باللهبر |
__________________
(١) غالية ب س ل م : ـ ج
(٢) الزنادقة والدهرية ج س ل م : الدهرية والزنادقة ب
(٣) وله ب ج س ل : او له م
(٤) عنق ب ج س م : + طويل ل
(٥) الغى ج : القى ب س ل م
(٦) اوسع ب ج س ل : وسع م
(٧) شبة ب س ل م : شيبة ج
(٨) تكلف ب ج س ل م : تكلفوا البيان
(٩) القول ب ج س ل م : القوم الغرر والدرر
(١٠) وقال ب ج س ل م : فقام البيان والغرر
(١١) بداهته س ل م : بداهة ب ، بديهته ج
(١٢) جاء في الكامل للمبرد ص ٥٤٦ س ١٤ : ويروى عن عمرو بن عبيد انه نظر إليه من قبل ان يكلمه فقال لا يفلح هذا ما دامت عليه هذا العنق ، وراجع أيضا الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ٥٥ ، والغرر والدرر ١ ص ١٦٥
(١٣) قال في البيان ١ ص ٢٤ / ١ ـ ٧ : وكان بشار كثير المديح لواصل بن عطاء قبل ان يدين بشار بالرجعة ويكثر جميع الامة. وكان قد قال في تفضيله على خالد بن صفوان وشبيب ابن شيبة والفضل بن عيسى يوم خطبوا عند عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي العراق
أبا حذيفة قد اوتيت معجبة |
|
في خطبة بدهت من غير تقدير |
وان قولا يروق الخالدين معا |
|
لمسكت مخرس عن كل تحبير |
لأنه كان مع ارتجاله الخطبة التي نزع منها الراء كانت مع ذلك اطول من خطبهم. نشر خطبة واصل بن عطاء التي جانب فيها الراء الاستاذ عبد السلام هارون في نوادر المخطوطات ١٣٤ ـ ١٣٦
(١٤). (٩ ـ ٣١ / ١) راجع البيان ١ ص ٢٤ س ٨ ، والغرر والدرر ١ ص ١٣٩ س ٧ ـ ٩ ، والاغاني ٣ ص ٢٢٤ ، وارشاد الاديب ٧ ص ٢٢٣.