ترك مذهبه يا امير المؤمنين ، فقال له ابو العتاهية بعد ذلك : أما كانت (١) لك في الحجّة مندوحة غير السفه (٢)؟ فقال له : انّ خير الكلام ما جمع الحجّة والانتقام
وجاءه رجل من الحشويّة فقال له : دع مذهبك فلقد (٣) رأيت فيك رؤيا قبيحة ، فذهب بهم الى بيعة وسألهم : ما الذي ترون في القسّ (٤)؟ فذكروا المنامات (٥) العجيبة (٦) فاقبل على الحشوي وقال : تنصّر
وكان اخذه عن ابي الهذيل ، وله اقوال انفرد (٧) بها سنذكرها ان شاء الله تعالى
وكان اتّصل بالخلفاء وخدمهم ليتوصّل بذلك (٨) الى معونة اهل الدين ولذلك قد ينقل في (٩) كلامه بعض الهزل كقصّته مع رجل ادّعى للنبوة فارسله المأمون وآخر معه إليه ليفهما ما عنده فلما سألاه اظهار معجزة تدلّ على صدقه قال : نعم من شاء منكما فليأتني بأمّه لا حبلها تلد (١٠) الساعة ولدا سويّا يقوم بين ايديكما ، فقال ثمامة : امّا أمّي (١١) فقد ماتت منذ (١٢) مدّة لكن اخونا (١٣) هذا لعلّ أمّه باقية ـ يعني صاحبه (١٤) ـ فيأتي بها أليك ، وهذا (١٥) مجون كما ترى (١٩)
وعن ثمامة قال : كان (١٦) المأمون قد همّ بلعن (١٧) معاوية على المنابر (١٨) وأن يكتب (٢٠)
__________________
(١) كانت ب س ل : كان ج م
(٢) السفه ب ج س م : السفاهة ل
(٣) فلقد ب ج س ل : فقد م
(٤) القس ج ل : بلا نقط ب س ، القيس م
(٥) المنامات ب ج س ل : المقامات م
(٦) العجيبة ب ج ل م : القبيحة س
(٧) انفرد ج م : تفرد ب س ل
(٨) بذلك ج : ـ ب س ل م
(٩) في ج س ل م : + بعض ب
(١٠) تلد ب س ل م : فتلد ج
(١١) اما امي ب ج س م : ـ ل
(١٢) منذ ب ج ل : مذ س ، من م
(١٣) اخونا ج س ل م : اخي ب
(١٤) صاحبه ج : ـ ب س ل م
(١٥) وهذا ب ج س ل : هو م
(١٦) كان ب ج ل م : قد كان س
(١٧) بلعن ب ج س ل م ، يلعن كتاب بغداد
(١٨) على المنابر ب ج س ل م : ـ المحاسن وكتاب بغداد
(١٩) : قال البيهقي ٣٤ / ١٢ ـ ١٦ : ومنهم رجل تنبأ في ايام المأمون فقال للحاجب : ابلغ امير المؤمنين ان نبي الله بالباب ، فاذن له فقال ثمامة : ما دليل نبوتك؟ قال : تحضر لي امك فاواقعها فتحمل من ساعتها وتأتي بغلام مثلك ، فقال ثمامة : صلى الله عليك ايها النبي رحمة الله وبركاته اهون عليّ من احضارك أمّي ومواقعتها
(٢٠). (١٣ ـ ص ٦٧ س ٤) قابل كتاب المحاسن والمساوي ص ١٥١ س ٥ ـ ص ١٥٢ ص ١٥ وكتاب بغداد ص ٩١ س ٦ ـ ص ٩٣ س ٩