(٢٧)) [النساء : ٢٧] أي : تخطئوا خطأ كبيرا ، يعني اليهود في نكاح بنات الأخ. وقال بعضهم : يعني المنافقين ، أهل التضييع للصلاة (١).
قال عزوجل : (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) : (٥٩) ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنّه قال : هو واد في جهنّم بعيد القعر ، خبيث الطعم.
قوله : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) : (٦٠) أي ولا ينقصون من حسناتهم شيئا.
قال عزوجل : (جَنَّاتِ عَدْنٍ) : ذكروا عن ابن عبّاس قال : عدن بطنان الجنّة ، وبلغنا أنّ الجنان تنسب إليها ، وقال الحسن : عدن اسم من أسماء الجنّة.
قوله : (الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) : أي وعدهم في الدنيا الجنّة في الآخرة ، والغيب : الآخرة في قول الحسن. وقال بعضهم في قوله عزوجل : (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [البقرة : ٣] أي : بالبعث وبالحساب. وبالجنّة وبالنار. وهذا كلّه غيب. وقال عزوجل : (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) : (٦١) أي جائيا (٢).
قوله : (لا يَسْمَعُونَ فِيها) : أي في الجنّة (لَغْواً) : قال بعضهم : كذبا. وقال بعضهم : باطلا ، وقال بعضهم : معصية ، وهو نحو واحد. وقال بعضهم : حلفا ، أي إذا شربوا الخمر ، كما يحلف أهل الدنيا إذا شربوا.
قوله عزوجل : (إِلَّا سَلاماً) : أي إلّا خيرا. وقال بعضهم : يسلّم بعضهم على بعض.
قوله عزوجل : (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) : (٦٢) قال بعضهم : ولهم رزقهم فيها كلّ ساعة ، والبكرة والعشيّ ساعتان من الساعات ، وليس ثمّ ليل ، وإنّما هو ضوء ونور.
__________________
(١) هذا القول الأخير أقرب إلى حقيقة التأويل. وهو يصدق على كثير ممّن ينتمي إلى الإسلام اليوم ، الذين أضاعوا الصلاة ، إمّا بتأخيرها عن أوقاتها ، كما ذهب إلى ذلك ابن مسعود في تأويل الآية ، وإمّا بترك الصلاة ، كما رجّحه الطبريّ. وأغلب الذين يضيّعون الصلاة هم الذين يتّبعون الشهوات.
(٢) كذا في المخطوطات ، وقال الفرّاء : «ولم يقل : آتيا ، وكلّ ما أتاك فأنت تأتيه ؛ ألا ترى أنّك تقول : أتيت على خمسين سنة ، وأتت عليّ خمسون سنة ، وكلّ ذلك صواب».