الحسن : يعنون عبد ابن الحضرميّ. وقال الكلبيّ : عبد ابن الحضرميّ ، وعدّاس غلام عتبة.
قال الله : (فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً) : (٤) أي أتوا شركا وكذبا. والظلم ههنا الشرك ، والزور الكذب.
(وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) : أي كذب الأوّلين وباطلهم ؛ أي : أحاديث الأولين (اكْتَتَبَها) : يعنون محمّدا عليهالسلام اكتتب أساطير الأولين من عبد (١) ابن الحضرميّ. وقال الكلبيّ من عبد ابن الحضرميّ وعدّاس غلام عتبة بن ربيعة. (فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٥) : والأصيل العشيّ.
قال الله : (قُلْ أَنْزَلَهُ) : أي القرآن (الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) (٦).
قوله : (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ) [فيما يدعى أنّه رسول] (٢) (يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا) : أي هلّا (أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) : (٧) أي فيصدقه بمقالته. (أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ) فإنّه فقير (أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها) وبعض الكوفيّين يقرأها : (نأكل منها). (وَقالَ الظَّالِمُونَ) : أي المشركين يعنيهم (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) (٨).
قال الكلبيّ : بلغني أنّ أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة في رهط من قريش قاموا من المسجد إلى دار في أصل الصفا ، فيها نبيّ الله يصلّي ، فاستمعوا. فلمّا فرغ نبيّ الله من صلاته قال أبو سفيان : يا أبا الوليد ، لعتبة ، أنا شدك الله ، هل تعرف شيئا ممّا يقول؟ فقال عتبة : اللهمّ إنّي أعرف بعضا وأنكر بعضا. [فقال أبو جهل : فأنت يا أبا سفيان ، هل تعرف شيئا ممّا يقول؟ فقال : اللهمّ نعم ، فقال أبو سفيان لأبي جهل : يا أبا الحكم ، هل تعرف ممّا يقول شيئا] (٣)
__________________
(١) في المخطوطات : «عند» والصواب ما أثبتّه إن شاء الله ؛ لأنّه كان «مولى» أي : عبدا «لابن الحضرمي» كما ذكرته بعض كتب التفسير.
(٢) زيادة من سع ٥٨ ظ ، ومن ز ورقة ٢٣٨.
(٣) زيادة من سع ٥٨ ظ لا بدّ من إثباتها حتّى يستقيم المعنى بمشاركتهم كلّهم في السؤال والجواب ، وقد سقط ما بين المعقوفين كلّه من ب وع.