تَصْطَلُونَ) (٧) : لكي تصطلوا ، وكان شاتيا.
قوله : (فَلَمَّا جاءَها) : أي جاء النار عند نفسه (نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) : أي إنّها عند موسى نار (وَمَنْ حَوْلَها) : أي الملائكة. وهي في مصحف أبيّ بن كعب : (نودي أن بوركت النّار ومن حولها). (وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨) يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) وَأَلْقِ عَصاكَ) فألقاها (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ) : أي كأنّها حيّة ، وقال في آية أخرى : (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) (٢٠) [طه : ٢٠] ، (وَلَّى مُدْبِراً) : أي من الفرق (وَلَمْ يُعَقِّبْ) (١) : أي ولم يلتفت. وقال مجاهد : ولم يرجع.
(يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) (١٠) : قال الحسن : (لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) أي : في الآخرة والدنيا ؛ لأنّهم أهل الولاية وأهل المحبّة (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١) : أي فإنّه لا يخاف عندي. وكان موسى ممّن ظلم ثمّ بدّل حسنا بعد سوء فغفر الله له. وهو قتل ذلك القبطيّ ؛ لم يتعمّد قتله ولكنّه تعمّد وكزه.
قوله : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ) : أي في جيب قميصك (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) أي من غير برص. قال الحسن : أخرجها والله كأنّها مصباح ، فعلم موسى أنّه قد لقي ربّه (٢).
قوله : (فِي تِسْعِ آياتٍ) : أي مع تسع آيات (٣). (إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) (١٢) : والتسع الآيات : يده وعصاه والطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم ، (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ) [الأعراف : ١٣٠].
قوله : (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً) : أي بيّنة (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (١٣) : أي بيّن. (وَجَحَدُوا بِها) : أي بآياتنا (وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) : أي أنّها من عند الله ، (ظُلْماً) : أي ظلما لأنفسهم. وقال في آية أخرى : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (٥٧) [البقرة : ٥٧] قال : (وَعُلُوًّا) : أي من باب العلوّ. (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ
__________________
(١) وكذلك قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٩٢ : «أي : ولم يرجع ، يقال : عقب عليه فأخذه».
(٢) كذا في سع ، وفي سح ، وفي ب : «لقي ربّه» ، وفي ع : «ألقى أمر ربّه ، ولعلّه : «لقّي أمر ربّه» أي : قبله وأخذه.
(٣) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٢٨٨ : معناه : افعل هذا ، فهي آية في تسع.